آلاف المثقفين اليهود يطالبون الاتحاد الأوروبي بممارسة الضغوط على نتنياهو

ي مؤتمر تأسيسي لحركة ليبرالية.. الفيلسوف ديفيد شلومو: يجب أن نحمي إسرائيل من نفسها
جنود اسرائيليون يحاولون اعتقال محتجة اجنبية بينما زميلتان لها تحاولان منعهم امس (أ ب)
تل أبيب: نظير مجلي
في مؤتمر هو الأول من نوعه، ووسط أجواء تحريض هستيرية عليهم من اليمين الإسرائيلي، دعا آلاف المثقفين اليهود في أوروبا، الاتحاد الأوروبي إلى ممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لكي تنهي احتلالها للأراضي العربية منذ عام 1967، والتوقيع على اتفاق سلام مع الفلسطينيين على أساس مبدأ دولتين لشعبين.
ووردت هذه الدعوة في مؤتمر تأسيسي لحركة يهودية ليبرالية جديدة في أوروبا باسم «جاي كول»، بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل هذا الأسبوع. وتضم هذه الحركة عدة تنظيمات ليبرالية ويسارية يهودية من جميع دول أوروبا، وتمكنت من استقطاب عدد من كبار الشخصيات اليهودية الثقافية والسياسية في العالم إلى صفوفها أمثال عضو البرلمان الأوروبي دانييل كوهن بنديت، والأديب الفيلسوف الفرنسي برنار أنري ليفي، وألان فنكيلكراوت، المعروفين بدفاعهما الدائم عن إسرائيل، والبروفسور الإسرائيلي زئيف شترنهال، الذي يعتبر خبيرا عالميا في الفاشية، وسفيري إسرائيل السابقين؛ لدى فرنسا إيلي بار - نبي، وألمانيا آفي بريمور، والكاتب دافيد شلومو، رئيس حركة «سلام الآن» في فرنسا، وحركة الخضر في أوروبا. وأكد مؤسسوها أنهم يريدونها حركة يهودية مسؤولة تسعى لانخراط اليهود في السياسة الدولية بشكل إيجابي على طريق تنظيم اليهود الأميركيين الجديد «جي ستريت» في الولايات المتحدة، وذلك في مواجهة تنظيمات اليمين اليهودية الموالية للحكومة الإسرائيلية اليمينية، مثل اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك) في الولايات المتحدة، و«كريف» في فرنسا وغيرهما. ووقع على عريضة بروح أهداف المؤتمر نحو 3000 شخصية يهودية في أوروبا.
وقال النائب كوهين برنديت إن ما يجمع هذه الشخصيات في الأساس هو القلق على سلامة إسرائيل وحمايتها من نفسها، «فالسبيل الوحيد لضمان بقائها كدولة يهودية ديمقراطية ذات مكانة عالية في المجتمع الدولي هو العمل الفوري على تحقيق مبدأ دولتين للشعبين». وأشار إلى أن السياسة الإسرائيلية تثير موجة عداء لإسرائيل ولليهود في أوروبا والعالم، بشكل يذكر بحقب سوداء في التاريخ اليهودي. وقال شلومو: «نحن نتوجه إلى إسرائيل بدافع القلق الودي عليها. فعندما تجد صديقك يضع نفسه في خطر، فعليك أن تصارحه بذلك وتساعده ليساعد نفسه. وقد توصلنا إلى قناعة بأن حق الكلام أصبح اليوم لأصدقاء إسرائيل وليس لأعدائها فحسب. والخيار لدى أصدقاء إسرائيل اليوم هو ما بين تأييد السياسة المتطرفة للحكومة الإسرائيلية، أو الصمت. وجاء الوقت لخيار ثالث».
وقال البروفسور شترنهال، وهو من قادة حركة «سلام الآن» الإسرائيلية الذي نجا في السنة الماضية من محاولة اغتيال نفذها إرهابي يميني في إسرائيل، إن «التأييد لإسرائيل لا يعني بالضرورة تأييد سياسة حكومتها. وهناك ضرورة ملحة لأن تتجاوب حكومة إسرائيل مع الضغوط من طرف الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية والتنظيمات اليهودية العالمية حتى تسلك طريق السلام».
وأثار هذا المؤتمر وفحواه رد فعل عنيفا من اليمين الإسرائيلي والعالمي، وفي أوروبا نفسها خرج مئات الشخصيات اليمينية اليهودية ببيان هاجموا فيه «جي كول» وقالوا إنها خطيرة على إسرائيل وتضع نفسها «سلاحا يهوديا في أيدي أعداء إسرائيل». وتساءلوا: «لماذا تضع كامل المسؤولية على حكومة إسرائيل ولا تتطرق بكلمة إلى السلطة الفلسطينية التي ترفض استئناف عملية السلام».
يذكر أن التنظيم المشابه في الولايات المتحدة «جي ستريت»، حضر المؤتمر، ووزع على الحاضرين نتائج استطلاع رأي كان قد أجراه قبل شهرين لدى تأسيس الحركة هناك، ويستدل منه أن الغالبية الساحقة من اليهود في العالم يؤيدون النشاط الضاغط لليهود على إسرائيل حتى تجنح إلى السلام. وبين الاستطلاع أن شعبية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بين يهود أميركا تزيد بنسبة 15% عن شعبية نتنياهو (59% مقابل 44%). وأن 55% منهم يؤيدون الانتقادات التي تسمعها الإدارة الأميركية ضد حكومة إسرائيل، و79% يؤيدون ممارسة ضغط على الحكومة الإسرائيلية، و83% يؤيدون دورا فاعلا للولايات المتحدة في عملية السلام في الشرق الأوسط.

0 مشاركات:

إرسال تعليق