الفلسطينيون يتصدون بالحجارة والهتافات لمسيرة اليمين الإسرائيلي في حي سلوان

الفلسطينيون يتصدون بالحجارة والهتافات لمسيرة اليمين الإسرائيلي في حي سلوان
مواجهات وإصابات واعتقال وزير القدس الأسبق
رام الله:
أفشل الفلسطينيون مسيرة لليمين الإسرائيلي المتطرف في حي البستان في سلوان شرق القدس، وأجبروا المستوطنين على التراجع بعدما واجهوهم بالحجارة والهتافات والزجاجات الحارقة، في أعنف مواجهات مع الشرطة منذ أسابيع.
واندلعت المواجهات على مداخل الحي، عندما اقتربت مسيرة من 30 من نشطاء اليمين يحملون الأعلام الإسرائيلية، ترافقهم قوات الشرطة، فتصدى الفلسطينيون لهم، وأرغموهم على التراجع إلى أطراف الحي. وانتهت المواجهات بإصابة نحو 30 فلسطينيا، ومتضامنين أجانب وإسرائيليين وشرطيين، واعتقال وزير القدس الأسبق حاتم عبد القادر و4 آخرين، بتهم التخطيط لأعمال إجرامية.
وانتظر أهالي سلوان المسيرة التي أعلن عنها سلفا، ونظمها اليمين الإسرائيلي للمطالبة بهدم بيوت عربية في الحي، وهتف الفلسطينيون من على أسطح المنازل «الله أكبر» و«بالروح بالدم نفديك يا سلوان»، وقرعوا الأواني ورفعوا أعلاما فلسطينية في انتظار وصول المسيرة ثم هاجموها.
ولاحقا، انضم إلى الفلسطينيين عشرات من النشطاء الأجانب والإسرائيليين وهتفوا «الفاشية لن تنجح»، و«تهويد سلوان جريمة ضد الإنسانية». وردت الشرطة الإسرائيلية بالنار، وقال مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية إن الشرطة استخدمت نوعا من الرصاص يتسبب في حروق وجروح ورضوض للضحايا، وينتشر في مناطق متفرقة من الجسم في آن واحد. وأشار المركز إلى أن الشرطة كانت استخدمت مثل هذا النوع من الرصاص في المواجهات التي شهدها المسجد الأقصى والبلدة القديمة الشهر الماضي.
وقالت مؤسسة «السلام الآن» الإسرائيلية إن المسيرة كانت «استفزازا خطيرا قد يعرض حياة السكان للخطر». وقاد المسيرة اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي قال لموقع «يديعوت أحرونوت» إن «رمي الحجارة لن يثنينا عن الطريق، ونحن نطالب الشرطة بأن تتعامل مع هؤلاء السفاحين بحزم».
وقال فرج سفيان، وهو من سكان الحي «بيوتنا غير القانونية بنيت بهذه الطريقة، لأن البلدية لم تسمح لأي شخص بالبناء هنا».
ونظمت المسيرة رغم أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تأجيلها لتزامنها مع وجود المبعوث الأميركي لعملية السلام، جورج ميتشل، في المنطقة، لكن المستشار القانوني للحكومة يهودا فاينشتاين رفض طلب ديوان رئيس الوزراء إرجاء تظاهرة اليمين. وقالت مصادر في ديوان رئيس الوزراء إن تظاهرة العناصر اليمينية المتطرفة المعنية باستفزاز العرب المقدسيين قد تؤدي إلى تأجيج الموقف من جديد، وإن هذا الواقع من شأنه المساس بالمجهود السلمي الذي يبذله رئيس الوزراء.. فرد المستشار القانوني إنه لا مبرر قانونيا لتأجيل المسيرة.
وأدانت حركة فتح «محاولة قطعان المستوطنين بالدخول إلى منطقة سلوان، واعتقال عضو المجلس الثوري حاتم عبد القادر وغيره من الناشطين في مدينة القدس». واعتبرت الحركة في بيان لها أن «هذه الأعمال تندرج في محاولات مستمرة لجر المدينة والشعب الفلسطيني إلى مواجهات دامية وخلق دوامة جديدة من العنف، تهدف من خلاله إسرائيل إلى التنصل من الاستحقاقات الدولية والتهرب من عملية السلام».

0 مشاركات:

إرسال تعليق