موسكو تبحث عن بديل لباقييف في انتخابات الرئاسة المرتقبة في قرغيزيا

موسكو تبحث عن بديل لباقييف في انتخابات الرئاسة المرتقبة في قرغيزيا
فيليكس قولوف رئيس الحكومة الأسبق في صدارة المرشحين
موسكو:
جاء تراجع الرئيس القرغيزي المخلوع قرمان بك باقييف عن استقالته التي تقدم بها مكتوبة مواكبا لتوقيع اتفاقية مد فترة بقاء الأسطول الروسي في البحر الأسود لفترة 25 عاما بعد عام 2017 مما أثار كثيرا من الجدل بين أطراف الساحة السياسية في بلدان الكومنولث. وكان باقييف عقد مؤتمرا صحافيا في مينسك عاصمة بيلاروس أماط فيه اللثام عن أسباب تقدمه باستقالته المكتوبة التي سبق أن عاد عنها بعد وصوله إلى مقر إقامته الجديد. قال إنه تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف ورئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين. وفي مكالمته الهاتفية مع بوتين أعرب عن استعداده للاستقالة درءا لاحتمالات نشوب حرب أهلية بين الشمال والجنوب، التي قال بوتين إنها لو نشبت فلن يغفر له أحد مسؤولية اندلاعها. وكشف باقييف عن أن بوتين والرئيس ديمتري ميدفيديف سبق أن أعربا له عن عدم رضائهما عن استمرار وجود القاعدة العسكرية الأميركية. وقال إنه تعرض من جانب بوتين لضغط شديد على الرغم من اعترافه بعدم مسؤوليته كرئيس لقرغيزيا عما حدث هناك، وإنه حذره من احتمالات نشوب حرب أهلية بين الشمال والجنوب وهو ما قد يتحمل مسؤوليته. ومضي باقييف ليقول إن ميدفيديف وبوتين عرضا عليه دعما ماليا من جانب روسيا في حال إجلاء القاعد العسكرية الأميركية عن قرغيزيا. وقال إن «روسيا تعودت تقرير كل شيء نيابة عنا. إنهم هناك. لن يعودوا عن مثل هذه العادة». غير أنه عاد ليؤكد أنه لا يعتزم العودة إلى قرغيزيا. وكانت موسكو استقبلت مؤخرا الجنرال فيليكس قولوف الرئيس الأسبق للحكومة القرغيزية الذي كان أحد نجوم «ثورة السوسن» مع باقييف عام 2005 التي أسفرت عن الإطاحة بالرئيس عسكر عكاييف، الموجود منذ ذلك الحين في ضيافة موسكو. وعلى الرغم من أن قولوف حرص على تأكيد أنه جاء إلى موسكو بدعم من رفاقه في أحد مصانع العاصمة الروسية درءا لشبهة العمالة للسلطة الروسية، فإن مصادر الكرملين قالت إن سيرغي ناريشكين رئيس ديوان الرئاسة استقبل قولوف حيث تبادل الجانبان تطورات الأوضاع في قرغيزيا. وعلى الرغم من أن المصادر الإعلامية للكرملين لم تقل في إعلانها أكثر من هذه الكلمات المقتضبة، فإن كثيرا من الشواهد تقول إن قولوف يظل أحد أبرز المرشحين للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة لأسباب عدة؛ في مقدمتها ما يملكه من خبرات سياسية وتقنية لإدارة شؤون البلاد. وكان قولوف شغل في السابق منصب وزير الداخلية في حكومة الرئيس عكاييف ويملك من الشعبية و«العزوة» القبلية الكثير، التي كانت وراء إرغام السلطة الجديدة على الإفراج عنه إبان أولى أيام «ثورة السوسن» لينضم إلى قيادتها ويقتسم السلطة مع باقييف. غير أن خلافه لاحقا مع باقييف كان من أسباب إقالته من رئاسة الحكومة. وتشير الشواهد أيضا إلى أن تامر سارييف النائب الحالي لرئيسة الحكومة المؤقتة وأحد أبرز المعارضين للنظام السابق إبان عهد باقييف يظل أقل خبرة في شؤون إدارة البلاد على الرغم من أن موسكو سبق واعتمدت عليه حسب مصادر عدة لدى محاولة الإطاحة بباقييف. ويذكر المراقبون أن سارييف سبق وزار موسكو قبل اندلاع الثورة القرغيزية الأخيرة وكان أحد أسباب اندلاعها بعد أن بادرت سلطات باقييف باعتقاله فور عودته من موسكو ما دفع الجماهير إلى الخروج إلى الشارع تطالب بالإفراج عنه وعن كثيرين من زملائه ممن كانوا يرزحون في السجون القرغيزية. وكانت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» نقلت عن فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة «السياسة الدولية» قوله إن «المشكلة مع باقييف أكثر إثارة نظرا لكونها تطرح مسألة أساسية حول مصادر الشرعية وقوانين اللعبة في الفضاء السوفياتي السابق».

0 مشاركات:

إرسال تعليق