الشيخ صباح الأحمد: مجلس الأمة «خيب آمال» الكويتيين وأصبح أقوى من الحكومة

أمير الكويت يبدأ زيارة رسمية لألمانيا ويلتقي ميركل
لندن - برلين: «الشرق الأوسط»
قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن البرلمان (مجلس الأمة) في بلاده قد «خيب آمال» الشعب الكويتي، معتبرا أن المجلس «ضيع فرصة ثمينة ووقتا طويلا في مناقشة مسائل بعيدة كل البعد عن المشاريع التنموية ولم يقم بالمهمة الموكولة له بمساعدة الحكومة»، مشيرا إلى أن ما يقال حول تعطيل البرلمان للمشاريع التنموية «وانشغاله بالنقاشات السياسية العقيمة صحيح. وهذا يقر به أعضاء البرلمان أنفسهم».
وفي حوار نشرته أمس صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» الألمانية أمس، قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي بدأ زيارة رسمية لألمانيا أمس، هي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم في بلاده عام 2006، إن بلاده تؤكد دائما أنها ترفض استخدام القوة ضد إيران. «لكن الكويت تحث إيران أيضا على إبداء مزيد من المرونة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول القلقة. كما أن الكويت تدعو دائما في جميع المحافل الدولية إلى إعلان منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية».
وعقد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأنجيلا ميركل المستشارة الألمانية جلسة مباحثات رسمية تم خلالها بحث العلاقات الثنائية وسبل توسعة أطر التعاون بين البلدين في المجالات كافة وبما يخدم مصالحهما المشتركة ويعزز التعاون القائم بينهما كما تم التطرق إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. كما قام الشيخ صباح بزيارة إلى رئيس البرلمان الألماني، البوندستاغ نوربت لامونت، يرافقه نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وأكدت المستشارة الألمانية خلال اللقاء ضرورة الإسراع بفرض مزيد من العقوبات ضد طهران كسبيل لإحراز تقدم على المسار الدبلوماسي في هذا الشأن، وذلك بسبب «تعنت القيادة الإيرانية، ومواصلتها رفض الحوار»، مشيرة إلى «المخاطر التي تهدد منطقة الخليج، بصفة خاصة في حال تسلح إيران نوويا».
وصرح أورليش فيلهيلم، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أن المباحثات تناولت أيضا اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي الذي ترأسه الكويت حاليا.
واتفق أمير دولة الكويت والمستشارة الألمانية على تعزيز التعاون بين بلديهما في عمليات إعادة الأعمال والاستقرار في العراق وأفغانستان.
وتشمل زيارة أمير الكويت لألمانيا مقابلة اليوم مع الرئيس الألماني هورست كولر، بالإضافة إلى زيارة مقر مجموعة «دايملر» الألمانية للسيارات بمدينة شتوتغارت جنوب غربي ألمانيا. يذكر أن الكويت تملك حصة في مجموعة «دايملر» الألمانية.
وفي تصريحات أخرى، قال الشيخ محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، إن المباحثات بين الجانبين تطرقت أيضا إلى عدد من القضايا ولا سيما القضية الفلسطينية مع التأكيد على مطالب الكويت بضرورة تحمل المجتمع الدولي المسؤولية الأخلاقية في إجبار إسرائيل على أن تنصاع لقرارات مجلس الأمن الدولي والالتزام بخارطة الطريق.
وأوضح الوزير الكويتي أن المباحثات شملت كذلك الأوضاع في العراق في أعقاب الانتخابات الأخيرة «مع التأكيد على ضرورة عودة العراق لدوره الأساسي بتعزيز الاستقرار في المنطقة».
وحول الملف النووي الإيراني، أكد الوزير موقف بلاده المتمثل في التزام جميع الأطراف بقواعد واشتراطات قنوات التعاون، وطالب أمير الكويت، في حواره مع الصحيفة الألمانية، إيران بالتعاون مع الغرب في نزاعها النووي، مؤكدا في الوقت ذاته حق طهران في الحصول على الطاقة النووية واستخدامها لأغراض سلمية، «لكن هذا الحق يجب أن يمارس وكما هو متبع مع دول أخرى ضمن شروط وضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولذلك فإن إيران في استخدامها لهذا الحق المشروع ملزمة بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأن تكسب ثقة المجتمع الدولي، وإبداء مزيد من التعاون مع الدول القلقة وذلك عبر الحوار الجاد والمرن مع هذه الدول، تجنبا لأي مخاطر عليها وعلى دول أخرى في المنطقة».
محليا، أعاد الشيخ صباح الأحمد سبب عدم قيام البرلمان في بلاده بمهامه الموكلة إليه بأنه «خطأ البرلمان في أداء وظيفته يعود إلى الدستور الكويتي لأن هذا الدستور يمزج بين النظامين البرلماني والنظام الرئاسي. ولذلك فلا هو رئاسي صرف ولا برلماني بإطلاق، وإنما هو يجمع بينهما معا، وهذا الوضع يؤدي إلى تداخل السلطات التشريعية والتنفيذية. وهذا ينتهي إلى تنازع بين السلطتين لأن كل واحدة منهما تسعى إلى تقليص صلاحيات الأخرى. وفي نهاية المطاف فإن البرلمان قد أصبح أقوى من الحكومة وتمكن من فرض آرائه. فالنواب يريدون إرضاء (الشارع) بقرارات سريعة ترضي المشاعر ولا ترضي المنطق. ونتيجة لذلك لم نتمكن من الوصول إلى توافق حول المسائل الوطنية الرئيسية ولم نتمكن من المصادقة على المشاريع التنموية البعيدة المدى». وفي شأن العلاقات الكويتية - العراقية، قال أمير الكويت إنها تطورت باستمرار منذ زوال النظام العراقي السابق، مضيفا «كانت مساعدات الحكومة الكويتية ومساعدات المنظمات الكويتية غير الحكومية تعبيرا واضحا عن الرغبة في خلق علاقات جديدة مبنية على أساس الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. كما نشطت الكويت في المحافل العربية والإقليمية والدولية لمساعدة العراق في استعادة دوره في هذه المحافل. وكانت إحدى صور التطور في العلاقات إرسال سفير إلى العراق، ونحن في انتظار وصول سفير عراقي».

0 مشاركات:

إرسال تعليق