وزير التجارة الأميركي: نريد التواصل مع العالم الإسلامي بناء على الشراكة.. لا الوصاية

قمة في واشنطن تبحث الفرص والتحديات أمام رجال الأعمال من الجانبين
واشنطن: مينا العريبي
أكد وزير التجارة الأميركي غاري لوك أن الولايات المتحدة مهتمة بالتواصل الاقتصادي والتجاري مع العالم الإسلامي «بناء على الشراكة، وليس الوصاية». وشدد لوك في كلمة افتتاحية لـ«قمة ريادة الأعمال»، برعاية الرئيس باراك أوباما في واشنطن أمس، على الفرص الممكنة نتيجة للتواصل بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي. وأوضح أن هذه القمة تأتي في إطار «الرؤية التي أعلن عنها الرئيس أوباما» في خطابه للعالم الإسلامي في القاهرة. وأضاف لوك أن أوباما يعلم أن بداية جديدة للعلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي ستعتمد على «علاقات شاملة ومبنية على أكثر من العلاقات الأمنية».
وبحثت القمة الفرص والتحديات أمام رجال الأعمال في العالم الإسلامي والولايات المتحدة. وصرح لوك بأن الهدف من القمة هو بدء عملية حقيقة لـ«جلب الأمل والفرص للجاليات»، مخاطبا رواد الأعمال من العالم الإسلامي، قائلا: «من مصلحة الجميع أن تنجحوا.. من مصلحة الولايات المتحدة والعالم كله».
وأثيرت تساؤلات حول التركيز على ريادة الأعمال في إطار التعامل مع العالم الإسلامي خلال القمة التي يتواصل عملها اليوم أيضا. وقالت دوجة بن محمود من تونس: «ريادة الأعمال هي طريقة تفكير، لا فرق بين رجل أعمال مسلم أو غير مسلم، ولكن طريقة التصرف قد تختلف بين شخص أو آخر». ولكن وضعت ريادة الأعمال في إطار تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي كعنصر مهم في السياسة الخارجية للإدارة الأميركية. وقال لوك: «نحن مجتمعون هنا لخلق الفرص للمسلمين. التحدي أمام هذه القمة أن نطور الإمكانات الكاملة للمسلمين».
وقال أحد المشاركين إن وجود المسؤولين الأميركيين أمر جيد، ولكنه كان يتطلع إلى مشاركة أوسع من قبل رواد الأعمال الأميركيين. وأضاف: «غالبية الذين رأيناهم حتى الآن مسؤولون من وزارة الخارجية أو الحكومة الأميركية، وأنا جئت هنا للقاء مستثمرين أو رجال أعمال أميركيين لنتعلم من بعضنا بعض». وأقر لوك بأهمية دور القطاع الخاص في هذه القضية، قائلا: «هناك حدود لما يمكننا أن نفعله كحكومات. يمكننا عقد الاجتماعات وتسهيل التواصل، ولكن رجال الأعمال يخلقون الفرص ويدعمون الابتكار».
وتعتبر القدرة على التواصل مع رجال الأعمال الأميركيين أو آخرين من حول العالم هدفا أساسيا للمشاركين في القمة. وقال رئيس مجلس إدارة «جمعية الرواد الشباب في فلسطين» حازم القواسمي: «لو حققنا التواصل، فسوف نكون قد حققنا هدف المشاركة».
وبعد خطابه، أدار لوك جلسة حوار بين 4 من المشاركين في القمة حول «ريادة الأعمال الناجحة»، تطرقت إلى قضايا عدة، منها أهمية التعليم والشعور بإمكانة تحقيق الأحلام، بالإضافة إلى أهمية تطوير القوانين التي تساعد على ريادة الأعمال. وقال لوك: «يجب أن نجعل الناس يحلمون ويعملون لتحقيق تلك الأحلام».
وتم التشديد على أهمية التعليم في القمة أمس، إذ قال لوك: «إن التعليم يجعل الجميع سواسية». وتحدث لوك عن تجربته الشخصية، حيث هاجر جده إلى الولايات المتحدة وعمل خادما لتوفير حياة كريمة لعائلته وتعليمهم. وبعدها فتح والد لوك محلا صغيرا، كان لوك يعمل فيه وهو طالب جامعي لمساعدة عائلته، قبل أن يصبح حاكما ثم وزيرا. وقال رجل الأعمال الإندونيسي سانديغو أونو الذي أسس شركته بعد فصله من عمله خلال الأزمة الاقتصادية الآسيوية في نهاية القرن السابق، بأن «التعليم أساسي في تغيير طريقة التفكير والشعور بإمكان النجاح وتقبل فكرة الفشل قبل النجاح».
وشاركت في الجلسة الأولى حول ريادة الأعمال الناجحة، وعد الطويل، وهي كانت إحدى المشاركات في مشروع من «إنجاز العرب» واختيرت كأفضل مديرة تنفيذية من بين الطلاب المشاركين في البرنامج. وقالت وعد بأن ريادة الأعمال مهمة لتمكين الشباب، مضيفة: «فكرة جيدة يمكن أن تنجح في فلسطين إذا عملنا عليها».
وأعلن عن العمل على عدد من اللقاءات المقبلة لإبقاء التركيز على ريادة الأعمال، أمس، منها اجتماع في العراق حول ريادة الأعمال الاجتماعية. وكان من المرتقب أن يلقي الرئيس أوباما خطابا أمام القمة مساء أمس، كما تشارك وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في القمة اليوم وتلقي خطابا في ختامها.

0 مشاركات:

إرسال تعليق