رئيس بلدية القدس الغربية يشن حملة مضادة لايهود باراك في واشنطن

متحدث باسم السفارة الإسرائيلية: لا يمثل الحكومة.. وأهالي سلوان يعدون مشاريع مضادة
معلمة مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مخيم رفح للاجئين تعرض لتلميذة فلسطينية كيفية استخدام جهاز كمبيوتر محمول (رويترز)
تل أبيب: نظير مجلي واشنطن: 
إزاء الإعلان عن «تفاهمات أميركية - إسرائيلية بخصوص تجميد البناء الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة»، انطلق رئيس بلدية القدس الغربية، نير بركات، في حملة إعلامية داخل الولايات المتحدة يهاجم فيها الرئيس باراك أوباما وسياسته ويعلن تمسكه بالمشاريع الاستيطانية في المدينة المحتلة وينفي الأنباء عن التجميد.
وقال بركات في لقاءات كثيرة أجراها مع الصحف الأميركية إن أوباما لا يعرف ماذا يريد، وتصرفاته بمثابة صفعة على وجه إسرائيل، وقال إن إسرائيل لن تتنازل عن أي بقعة من القدس الشرقية أو الغربية، وإن بلديته تخطط لزيادة عدد سكان المدينة الموحدة من 800 ألف نسمة إلى مليون خلال السنوات العشر القادمة، مع الحفاظ على نسبة اليهود 65% والعرب 35% كما هي، مع أنه اعتبر العرب في المدينة «حصان طروادة».
وقد أحرجت هذه التصريحات حتى الحكومة الإسرائيلية، فخرج بعض الناطقين باسمها في إسرائيل والولايات المتحدة يهاجمونه ويتنصلون من أقواله، ويؤكدون أنه لا يتكلم باسم الحكومة. أما هو فلم يتردد في أن يطلب لقاء وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، والمبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، حتى يشرح لهما «أهمية القدس لليهود ولماذا لا يجوز مطالبتهم بوقف البناء فيها». لكن المسؤولين الأميركيين رفضا لقاءه.
يذكر أن بركات كان موجودا في واشنطن في نفس الوقت الذي كان فيه ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي في العاصمة الأميركية ويستقبل بحرارة من قبل المسؤولين في الإدارة، ليؤكد أن العلاقات الأميركية - الإسرائيلية غير قابلة للكسر، وحرص الرئيس الأميركي باراك أوباما على لقائه بينما كان الوزير الإسرائيلي في اجتماع مع مستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز.
وفي المقابل كان بركات في كابيتل هيل يفرد خرائط القدس مع المشرعين الأميركيين وكانت رسالته واضحة هي الأخرى وهي أنه لن يوقف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية سواء رسميا أو غير رسمي بغض النظر عن الجهود الأميركية لاستئناف عملية السلام. وقال بركات لا تجميد فنحن نقوم بشأن داخلي ببناء المدينة لسكانها.
ووفقا لتقرير في «نيويورك تايمز» فإن مسؤولا في السفارة الإسرائيلية أبلغ الصحافيين أن تعليقات بركات لا تمثل الحكومة الإسرائيلية، كما أن زيارته لم تتم بالتنسيق معها. وقارن المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية جوناثان بيليد بين بركات وعمدة واشنطن ادريان فنتي قائلا إنه لن يكون على مائدة التفاوض مع الفلسطينيين، مثلما أن فنتي لن يكون على مائدة التفاوض حول اتفاقية ستارت بين أميركا وروسيا.
ويمكن لبركات إقرار بناء مساكن جديدة في القدس الشرقية دون إخطار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسبقا مثلما حدث خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وفقا لـ«نيويورك تايمز»، فقد قبلت الإدارة الأميركية تفسير نتنياهو بأنه فوجئ بالقرار، لكنها طلبت منه التأكد من عدم حدوث مفاجآت مثل هذه مستقبلا خاصة في الأيام الأولى من التفاوض حيث يمكن للرئيس الفلسطيني محمود عباس الانسحاب منها.
من جهة ثانية، نشر رسميا في إسرائيل، أمس، أن اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية تنوي عقد اجتماعين في الأسبوع المقبل، بعد أن تعطلت لمدة شهرين، منذ أن صادقت على خطة لبناء 1600 وحدة سكن في حي شعفاط. وقد كانت هذه المصادقة في حينه سبب أزمة مع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي تواجد يومها في زيارة رسمية في إسرائيل واعتبرها استفزازا مقصودا ووجه لإسرائيل 12 مطلبا كشرط لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وتسوية الأزمة مع واشنطن. وستعقد اللجنة الاجتماعين يومي الثلاثاء والخميس، وسيخصص الأول لإقرار مشاريع بناء في القدس الغربية، بينما يخصص الاجتماع الثاني لإقرار مشاريع بناء صغيرة في القدس الشرقية للفلسطينيين ولليهود، مع العلم بأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، كان قد طلب إطلاعه على كل مشروع جديد يحمل أبعادا سياسية، قبل إقراره، حتى لا يقع في حرج مع الإدارة الأميركية. وقال عضو البلدية المتدين، يائير جباي، محذرا: «أريد أن أرى كيف سيطلب نتنياهو أن تقر اللجنة مشاريع بناء للفلسطينيين ولا تقر مشاريع بناء كهذه لليهود».
تجدر الإشارة إلى أن أهالي حي سلوان الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، البالغ عدد سكانه 50 ألف نسمة، حذروا في مؤتمر صحافي من مخطط إسرائيلي لتهويد الحي عن بكرة أبيه. وقال الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل (فلسطيني 48)، «إن بلدة سلوان هي السياج الحامي للقدس والمسجد الأقصى، ولأنها كذلك تحاول إسرائيل تفريغها من أهلها، في البداية يفرغون حي البستان بدعوى إعادة إحياء البستان اليهودي الذي يدعون وجوده فيها قبل 3000 سنة، وبالتالي تفريغ المنطقة وإحلال اليهود المتطرفين مكان السكان الأصليين». وقال الشيخ خطيب: «تفتري السلطات الإسرائيلية بقولها إن تاريخ القدس يرجع إلى 4 آلاف عام، وينسون أن تاريخها يرجع إلى 6 آلاف عام بناها اليبوسيون العرب. وأن دعم القدس وثبات وصمود الأهالي بها هو صمام الأمان للحفاظ على كافة عواصم ومدن الدول العربية والإسلامية، فصمود القدس يعني صمود عمان، وقوة للقاهرة، وانهيار القدس يعني انهيار عواصم عربية عزيزة علينا، لا نتمنى لها سوى كل الخير والدوام». وكشف د. يوسف جبارين، رئيس طاقم المخططين، خلال المؤتمر الصحافي، عن تفاصيل المخطط الهندسي الذي يعتبر الأول من نوعه، حيث تمت مشاركة سكان حي البستان في إعداده لتقرير مصيرهم خلال السنوات القادمة، حيث تم عرض المخطط على السكان في خيمة الاعتصام وتم إقراره.
وكان طاقم من المهندسين المخططين من فلسطينيي 48، برئاسة المهندس د. يوسف جبارين، قد أعد خطة بناء وتطوير لهذا الحي تتجاوب مع احتياجات سكانه وتضمن إعادة بناء البستان المذكور، وفقا للنهج الهندسي الإسرائيلي، وذلك بهدف سحب البساط من تحت أقدام البلدية ومخططاتها العنصرية. وطرح المخطط في مؤتمر صحافي في الحي أول من أمس. وأوضح د. جبارين أن رؤية المخطط هي إنشاء حيز اجتماعي وثقافي وبيئي يحمل في ثناياه معاني الاستدامة المجتمعية في الحي، إضافة إلى المساهمة في خلق مكان يعزز وينمي روح وطموح ساكنيه.

0 مشاركات:

إرسال تعليق