واشنطن تسعى لضم البنك المركزي الإيراني إلى قائمة العقوبات

كلينتون ترأس اجتماعا بالخارجية حول إيران.. ومناورات «النبي الأعظم» تشمل معركة حول مضيق هرمز
واشنطن: مينا العريبي لندن: «الشرق الأوسط»
اجتمعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية المهتمين بالملف الإيراني أمس. وتبحث الإدارة الأميركية الخيارات المطروحة للتعامل مع إيران في وقت يزداد التوتر بين البلدين على خلفية تطوير الملف النووي الإيراني واحتجاز 3 مدنيين أميركيين في طهران.
وأفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بأن «وزيرة الخارجية تلتقي موظفين رفيعي المستوى لبحث جهودنا الدبلوماسية في ما يخص إيران». وتبحث كلينتون مع كبار موظفي الخارجية السبل الدبلوماسية المتاحة للتعامل مع إيران، بينما تؤكد واشنطن مركزية فرض عقوبات دولية جديدة على إيران ضمن الجهود الدبلوماسية.
وتركز واشنطن على التزامها بالمسار الدبلوماسي للتوصل إلى إجماع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفرض عقوبات جديدة على طهران. وأفادت صحيفة «فاينانشال تايمز» أمس أن هناك خلافا حول ضم «البنك المركزي الإيراني» في العقوبات الجديدة، الأمر الذي لا تتفق معه الصين وروسيا والذي تعتبره الولايات المتحدة مهما للتأثير على النظام الإيراني. وبحسب الصحيفة، فإن «البنك المركزي الإيراني أصبح محور نقاشات الولايات المتحدة والأعضاء الأربعة الآخرين دائمي العضوية في مجلس الأمن، بعد أن فشلت واشنطن في إقناعهم بفرض حظر بيع أسلحة كامل على إيران». ويذكر أن البنك المركزي الإيراني يعتبر المؤسسة المالية الأساسية المتبقية التي لم تتعرض لعقوبات دولية بعد، ولهذا تريد واشنطن تسليط الضوء عليها لزيادة الضغوط على إيران. وبينما تريد الولايات المتحدة عقوبات واسعة ومؤثرة، تريد إصدار قرار دولي جديد لديه أكبر رقعة ممكنة من التأثير على الاقتصاد والنظام الإيراني. ويعتبر مسؤولون أميركيون أن «البنك المركزي ثغرة» في نظام العقوبات الدولية على إيران حاليا، وهذا أمر أثاره عدد من أعضاء الكونغرس الذين يطالبون بفرض عقوبات أميركية أحادية الجانب جديدة على إيران تزيد من الضغوط عليها. إلا أن الإدارة الأميركية تحاول إقناع أعضاء الكونغرس بعدم فرض عقوبات أحادية جديدة بعد، ضمن عملها على تقوية الموقف الدولي المواجه لإيران.
وتتواصل الاجتماعات في نيويورك بين ممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول غير الدائمة العضوية مثل البرازيل وتركيا التي تعبر عن ترددها في فرض عقوبات جديدة على إيران. وتعمل واشنطن على إقناع تلك الدول بأهمية فرض العقوبات في قرار جديد من مجلس الأمن من المرتقب أن يصدر خلال الأسابيع الأربعة المقبلة. وكان أوباما قد حدد رغبته في إصدار القرار الجديد «هذا الربيع» ولكن عدم التوصل إلى اتفاق حول مضمون القرار يعرقل إصداره.
وزاد توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران خلال اليومين الماضيين على خلفية احتجاز الأميركيين الثلاثة الذين اعتقلتهم السلطات الإيرانية على حدودها مع العراق. وأصدر البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية بيانات صحافية تندد بمواصلة احتجاز الأميركيين الثلاثة بعد أن منحت إيران السفير السويسري زيارة للثلاثة شين باور وجوش فاتال وسارة شرود. وأبلغت السلطات السويسرية عائلات الثلاثة بأن وضعهم الصحي متدنٍ، مما دفع الولايات المتحدة إلى أن تجدد مناشدتها للمسؤولين الأميركيين بإطلاقهم. من جهته أعلن وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة العميد أحمد وحيدي أن جميع الصواريخ المستخدمة في مناورات «النبي الأعظم» بلغت مرحلة الإنتاج المكثف.
وأكد الوزير الذي كان يتحدث لمراسل وكالة أنباء «فارس» في بندر عباس على هامش إجراء مناورات «النبي الأعظم 5» أن هذه المناورات جسدت القدرة الدفاعية العالية لقوات حرس الثورة الإسلامية وحققت الكثير من الإنجازات والمكاسب.
وأشار وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة إلى استخدام صواريخ «كروز» من طراز «ساحل - بحر» و«بحر - بحر» ومشاركة الطائرات من دون طيار وأنظمة الحرب الإلكترونية، مؤكدا أنها كانت من الأهداف المحددة التي تمت بنجاح تام.
واعتبر وحيدي إجراء هذه المناورات بأنها كانت بمثابة رسالة تحذير جدي للدول الأجنبية التي لا تطيق رؤية استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الدفاع «إن على الاستكبار العالمي أن يدرك جيدا بأن منطقة الخليج الفارسي ليست بحاجة إلى قوات أجنبية».
من جهتها، قالت وكالة «عصر» الإيرانية إن المرحلة البرية من المناورات نفذت في مكان يشهد أكبر قدر من تنقل ناقلات النفط في العالم. فقد قام العدو الوهمي في هذه المرحلة من المناورات ومن أجل اختراق سواحل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإنزال المظليين خلف القوات الإيرانية. إلا أن الهجوم الخارق والشامل للقوات البرية للحرس الثوري لإحباط مخطط العدو وكذلك تنفيذ عمليات معادية لإنزال القوات المظلية وإطلاق النيران بكثافة داخل مواقع العدو، أضفى طابعا خاصا على هذه المناورات.
وكان المفترض في هذه المرحلة حسب الوكالة أن تندلع اشتباكات عنيفة بين القوة البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية والقوة البحرية للعدو، من أجل الإبقاء على مضيق هرمز مفتوحا ويسعى العدو لإيجاد جسر من شرق مضيق هرمز ويبادر إلى ترسيخ مواقعه من أجل خفض حجم النيران والتقدم إلى الأمام.

0 مشاركات:

إرسال تعليق