القراصنة الصوماليون يفرون من معاقلهم الرئيسية نتيجة تقدم مقاتلي حركة الشباب

القراصنة الصوماليون يفرون من معاقلهم الرئيسية نتيجة تقدم مقاتلي حركة الشباب
مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط»: الرئيس شريف قد يتجه لحل البرلمان ما لم يتم احتواء الأزمة المتصاعدة داخل البرلمان
قراصنة صوماليون خلال جلسة استماع في محكمة أمن الدولة بمدينة عدن جنوب اليمن حيث اعتقلهم خفر السواحل اليمنية (إ.ب.أ)
مقديشو: علي حلني
بدأ القراصنة الصوماليون الفرار من معاقلهم الرئيسية بوسط البلاد، نتيجة تقدم مقاتلي حركة الشباب المجاهدين باتجاه قواعدهم هناك. وأخلى القراصنة أمس (الأحد) مدينة حاررطيري، التي تبعد نحو 420 كم شمال العاصمة مقديشو، التي تعتبر المعقل الرئيسي للقراصنة الصوماليين بوسط البلاد.
وقال شهود عيان في حاررطيري تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أمس، «إن المئات من ميليشيات القراصنة انسحبت من المدينة باتجاه بلدة (هوبيو) الساحلية (وهي أيضا معقل آخر للقراصنة)، وذلك خوفا من مواجهة مقاتلي حركة الشباب». وقال أحمد حسن، أحد سكان حاررطيري «القراصنة بدأوا الفرار من هنا منذ ليلة أول من أمس بعد ظهور أنباء بزحف مقاتلي حركة الشباب نحو مدينتا حاررطيري، البعض منهم توجه إلى الأدغال، والبعض الآخر غادر باتجاه بلدة هوبيو، كنا نعتقد أنهم يدافعون عن أنفسهم، لأنهم حصلوا مؤخرا على أموال وأسلحة ومعدات عسكرية جديدة؛ لكنهم هربوا».
وكان القراصنة يحتجزون السفن المخطوفة في ميناء حاررطيري أثناء سير المفاوضات بينهم وبين الجهات المالكة للسفن التي يحتجزونها. وكان مقاتلو حركة الشباب قد سيطروا قبل يومين على 3 مدن مهمة بوسط البلاد، هي «عيل طير» و«غل ْعاد» و« مَسَغَواي». وبعد إحكام سيطرتهم على تلك المدن الثلاث، واصلوا زحفهم نحو المدن الساحلية التي يتخذها القراصنة الصوماليون معاقل لهم، الأمر الذي زاد من مخاوف القراصنة مما أجبرهم علي إخلاء معاقلهم.
وكان القراصنة الصوماليون قد ضاعفوا هجماتهم خلال الفترة الأخيرة، وبدأوا يهاجمون السفن في مواقع بعيدة جدا عن السواحل الصومالية، الأمر الذي جعل الساحل المقابل للصومال من بين أخطر المناطق في العالم على السفن التجارية، ويحتجز القراصنة الصوماليون حاليا 14 سفينة، وأكثر من 320 من أطقم تلك السفن، وهم من جنسيات مختلفة، يحتجزونهم كرهائن.
وفي حال سيطرة مقاتلي حركة الشباب المجاهدين المعارضة للحكومة الصومالية على مدينة حاررطيري، إحدى المعاقل الرئيسية للقراصنة بوسط البلاد، فإن ذلك سيضيق الخناق علي ميليشيات القرصنة، ويفقدون مواقعهم البرية التي ينطلقون منها لشن هجماتهم على السفن.
وكان القراصنة الصوماليون يقولون إنهم صيادون صوماليون تضرروا بفعل القرصنة الدولية في سواحل الصومال، التي تنهب ثرواتهم، وطمرت النفايات والأسلحة الكيماوية في سواحلهم، مما أجبرهم على أخذ السلاح ومواجهة تلك السفن، لأنهم أصبحوا ضحايا قرصنة دولية؛ إلا أنهم تحولوا فيما بعد إلى شبكة إجرامية تصطاد السفن التجارية التي تعبر المياه الدولية، كما أنهم بدأوا في الفترة الأخيرة استهداف السفن التجارية التي تحمل البضائع للتجار الصوماليين، الأمر الذي أثار غضب حركة الشباب، وتوعدت الحركة بمهاجمة معاقل القرصنة التي تضر التجار والمحتاجين الصوماليين.
على صعيد آخر، تتصاعد حدة الخلاف بين أعضاء البرلمان الصومالي بشأن بقاء رئيس البرلمان الشيخ آدم مدوبي في منصبه، حيث أصر أكثر من 300 نائب صومالي على مطالبهم بانتخاب رئيس جديد للبرلمان؛ لأن ولاية رئيس البرلمان الشيخ آدم مدوبي انتهت في أغسطس (آب)، وأنه يعتبر خارج المنصب وفقا لاتفاقية جيبوتي، وشكلوا لجنة لترتيب عقد جلسة استثنائية لانتخاب رئيس جديد للبرلمان.
وعلى الرغم من الجهود المكثفة والضغوط الإقليمية والدولية لاحتواء خلاف البرلمان، فإنه لم يتم حل الأزمة حتى الآن. وأفادت مصادر حكومية صومالية لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك ضغوطا على الرئيس شريف شيخ أحمد ورئيس الوزراء عمر شرماركي لإبقاء رئيس البرلمان في منصبه؛ لأن المجتمع الدولي يريد بقاء آدم مدوبي، وعليه لا يزال الرئيس شريف يعكف بإجراء لقاءات مكثفة مع نواب البرلمان المؤيدين لرئيس البرلمان والمناوئين له المطالبين باستقالته، لإقناعهم بتغيير مواقفهم إزاء إسقاط آدم مدوبي، وأفاد بعض نواب البرلمان الصومالي، مقربون من مكتب الرئيس الصومالي لـ«الشرق الأوسط» طالبوا بعدم الكشف عن أسمائهم، بأن الرئيس شريف هدد بحل البرلمان الانتقالي ما لم يتم احتواء هذه الأزمة عبر قنوات قانونية.
من جهته، قال رئيس البرلمان آدم مدوبي إنه يأمل حل هذه الخلافات داخل البرلمان قريبا، وأصر على أن ولايته لم تنته وأإن المطالبة بعزله أو استقالته لا تنطلق من أسس شرعية، واتهم أطرافا (لم يسمها) بأنها تستغل استمرار الخلافات بين النواب، لإعطاء صورة سلبية عن البرلمان في الداخل والخارج في ظل هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد. هذا وتستمر محاولات احتواء الخلاف البرلماني الصومالي من قبل وزير الأوقاف الجيبوتي حامد عبد سلطان الذي أوفدته جيبوتي إلى مقديشو، وكذلك المبعوث الإثيوبي الجنرال غبري.
وألغى البرلمان الصومالي، أمس، جلسته التي كان من المقرر عقدها في العاصمة مقديشو، وهي المرة الرابعة التي يتم إلغاء جلسة مقررة للبرلمان خلال الشهر الحالي فقط، وتم تأجيل جلسة أمس بسبب هذا الخلاف المتصاعد بين أعضاء النواب حول استمرار رئيس البرلمان في منصبه.

0 مشاركات:

إرسال تعليق