اليمن: نجاة السفير البريطاني من تفجير انتحاري استهدف موكبه في صنعاء

منفذ العملية طالب في الثانوية العامة تدرب في مأرب.. والانفجار مزق جسده إلى أشلاء * إغلاق السفارة البريطانية «حتى إشعار آخر»
يمنيون يتطلعون إلى موقع التفجير الانتحاري الذي استهدف موكب السفير البريطاني في صنعاء صباح أمس (إ.ب.أ) وتيم تورولوت السفير البريطاني في اليمن (رويترز)
صنعاء: عرفات مدابش
نجا السفير البريطاني في اليمن، تيم تورولوت، أمس، من محاولة اغتيال أثناء توجهه إلى مقر عمله في الصباح الباكر، وذلك عندما فجر انتحاري نفسه أثناء مرور موكب السفير بجوار حديقة برلين الواقعة في منقطة نقم، شرقي العاصمة صنعاء، واتهمت السلطات اليمنية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء العملية. وبعد ساعات على وقوع العملية الإرهابية، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن منفذ التفجير الانتحاري هو شاب في الثانية والعشرين من العمر، ويدعى عثمان علي نعمان الصلوي، وأنه طالب في الثانوية العامة، مشيرة إلى أنه كان يلف نفسه بحزام ناسف، وقالت: «الصلوي كان يرتدي ملابس رياضية عندما فجر نفسه، وجرى التعرف على هويته من خلال وجهه». وقد أدى الانفجار إلى تمزق جسد الانتحاري إلى أشلاء. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن رأس الصلوي طار لمسافة بعيدة عن موقع التفجير، والمنازل المجاورة تعرضت نوافذها للتهشم، وأضافت الداخلية أن «المعلومات الأولية تفيد بأن الإرهابي الصلوي كان قد تلقى تدريباته في محافظة مأرب، ونفذ عمليته بحزام ناسف». وقال مصدر أمني بأن «3 أشخاص أصيبوا في التفجير الانتحاري، وهم امرأة تدعى فيروز عبد الله البراق، ومواطنان اثنان هما: علي صالح اللحجي ونعمان الحماطي.. وقد أصيبوا إصابات طفيفة نقلوا على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج»، وأضاف أن «أجهزة الأمن تقوم حاليا بتحقيقات مكثفة لكشف ملابسات التفجير الانتحاري الإرهابي، وجمع مزيد من المعلومات حول منفذه في وجود مؤشرات إلى أن هذه العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة».
واعتبر المصدر أن هذه «العملية تعبر عن حالة اليأس التي أصيبت بها العناصر الإرهابية بعد الضربات الاستباقية الموجعة التي تلقتها في أوكارها خلال الفترة الماضية على يد أجهزة الأمن». وفي أعقاب الحادث الإرهابي مباشرة، أغلقت السفارة البريطانية بصنعاء أبوابها «حتى إشعار آخر»، في الوقت الذي نصحت الخارجية البريطانية رعاياها في اليمن بتوخي الحذر، وأخذ الاحتياطات الأمنية. ويعد هذا التفجير الانتحاري هو الثالث في نوعه في اليمن، فقد سبق لانتحاري من تنظيم القاعدة تفجير نفسه في عدد من السياح الأجانب في مدينة شبام حضرموت، مما أدى إلى مقتل 4 منهم، وبعد 3 أيام من الحادث، وصل وفد أمني كوري جنوبي لمتابعة قضية مقتل السياح الكوريين، غير أن انتحاريا آخر حاول تفجير الوفد في طريق مطار صنعاء، لكنه لم يفلح، وتبنى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فيما بعد التفجيرين الانتحاريين. ولليمن قصة طويلة مع الإرهاب والعمليات الإرهابية الكبرى التي استهدفت المصالح الغربية في اليمن، ففي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000، هاجمت «القاعدة» السفينة الحربية الأميركية «يو إس إس - كول» في ميناء عدن، مما أسفر عن مصرع 17 بحارا أميركيا من المارينز. وبعد نحو عامين، نفذت عناصر «القاعدة» عملية مشابهة، استهدفت ناقلة النفط الفرنسية «ليمبورغ» قبالة ميناء الضبة في محافظة حضرموت، وغيرها من العمليات الإرهابية.
تفجير المدمرة الأميركية «كول» أبرز عمليات «القاعدة» في اليمن يعد فرع تنظيم القاعدة اليمني مسؤولا عن سلسلة من الهجمات الدامية قبل وبعد انضمام الفرع السعودي إليه مطلع السنة الماضية، واعتماده تسمية «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب».
وفي ما يأتي ابرز تلك الهجمات:
* 12 ديسمبر (كانون الأول) 1992: أول هجوم معروف لتنظيم القاعدة في اليمن استهدف فندقا في عدن، جنوبا، يستخدمه جنود أميركيون في طريقهم إلى الصومال. وقد أسفر الهجوم عن مقتل صومالي وسائح نمساوي.
* 12 أكتوبر 2000: مقتل 17 جنديا أميركيا وإصابة 38 بجروح في هجوم انتحاري استهدف المدمرة الأميركية «يو إس إس - كول» في مرفأ عدن.
* 13 أكتوبر 2000: هجوم على السفارة البريطانية في صنعاء تقتصر أضراره على الماديات.
* 6 أكتوبر 2002: هجوم على ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ في المكلا أسفر عن مقتل بحار بلغاري.
* 2 يوليو (تموز) 2007: مقتل 8 سياح إسبان ويمنيين اثنين في انفجار سيارة مفخخة بالقرب من موقع أثري في مأرب، شرق صنعاء.
* 18 يناير (كانون الثاني) 2008: مقتل سائحتين بلجيكيتين وسائقهما ومرشدهما اليمنيين في إطلاق نار في وادي حضرموت، شرق صنعاء.
* 18 مارس (آذار) 2008: مقتل جندي وطالبة في هجوم بالصواريخ استهدف السفارة الأميركية في صنعاء وأصاب مدرسة مجاورة.
* 17 سبتمبر (أيلول) 2008: مقتل 16 شخصا في انفجار سيارتين مفخختين استهدفتا السفارة الأميركية.
* يناير 2009: اندماج الفرعين اليمني والسعودي لـ«القاعدة» وتأسيس «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب».
* 15 مارس 2009: مقتل 4 سياح كوريين جنوبيين وإصابة 4 آخرين بجروح في تفجير انتحاري في شبام، شرق اليمن.
* 25 ديسمبر 2009: نيجيري يحاول تفجير طائرة أميركية قبيل وصولها إلى ديترويت من أمستردام، اعترف لاحقا بأنه تلقى التدريب في اليمن لتنفيذ العملية.
* 28 ديسمبر 2009: «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» تتبنى محاولة الاعتداء الفاشلة على الطائرة الأميركية.
* 24 يناير 2010: زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن يتبنى الهجوم الفاشل على الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد، ويتوعد بهجمات جديدة على الولايات المتحدة ما دامت تستمر في دعم إسرائيل.
* 28 أبريل (نيسان) 2010: هجوم انتحاري يستهدف سفير بريطانيا في صنعاء. مقتل الانتحاري، ونجاة السفير من دون أن يصاب بأي أذى.

0 مشاركات:

إرسال تعليق