ملك المغرب يفتتح المعرض الدولي للزراعة في مكناس

ملك المغرب يفتتح المعرض الدولي للزراعة في مكناس
يشارك فيه 850 عارضا وتوقع قدوم 500 ألف زائر
الملك محمد السادس لدى افتتاحه المعرض الدولي للزراعة في مكناس
مكناس: لحسن مقنع
افتتح العاهل المغربي الملك محمد السادس أول من أمس المعرض الدولي للزراعة بمكناس في دورته الخامسة. وسيستمر المعرض، الذي يشارك فيه 850 عارضا من 20 دولة، حتى الثاني من مايو (أيار).
واكتسب المعرض الدولي للزراعة بمكناس جاذبية خاصة على المستوى الدولي مند إطلاق خطة «المغرب الأخضر» للنهوض بالزراعة عام 2008، والذي يهدف إلى استثمار 75 مليار درهم (9 مليارات دولار) في 961 مشروعا كبيرا في أفق 2020، عبر توفير الدعم من طرف الحكومة المغربية وتعبئة العقار العمومي القابل للاستثمار الزراعي.
وكشف عزيز أخنوش، وزير الزراعة المغربي، خلال تقديمه حصيلة السنة الثانية من المخطط الأخضر، عن أن سنة 2009 كانت سنة الانطلاق الفعلي للمخطط، وعرفت استثمار 10.5 مليار درهم (1.27 مليار دولار) من طرف مستثمرين مغاربة وأجانب في المشاريع المبرمجة في إطار المخطط الأخضر.
وتميز اليوم الأول من المعرض بتنظيم السفارة الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية لندوة حضرها أكثر من 800 شخص من المهنيين للتعريف بفرص وإمكانيات تصدير المنتجات الغذائية والزراعية المغربية إلى أميركا. وتم خلال الندوة الترويج لـ103 شركات أميركية مهتمة باستيراد المنتجات المغربية.
وخصص اليوم الثاني من المعرض لتنظيم «يوم الشراكة المغربية - الألمانية»، بمشاركة وفد اقتصادي ألماني كبير برئاسة جيرد ميلر، الوزير البرلماني المكلف بالأغذية والزراعة في الحكومة الفيدرالية. ويشارك في الوفد الألماني 11 اتحادا مهنيا متخصصا في مجالات الزراعة والأغذية. وعلى طول اليوم خصصت للوفد الألماني 5 قاعات اجتماعات من أجل تنظيم لقاءات ثنائية مع رجال أعمال مغاربة لبحث فرص التجارة والاستثمار المشترك المتاحة في إطار مخطط المغرب الأخضر.
أما فرنسا، الشريك التجاري التقليدي للمغرب، فإضافة إلى المشاركة المكثفة واهتمام مستثمريها بالمشاريع المقترحة من المغرب في مجال الإنتاج الزراعي، فإنها أبدت هذه السنة اهتماما خاصا بالمخطط المغربي لإنشاء 6 مدن صناعية متخصصة في الصناعات الغذائية والزراعية. ويرتقب أن ينظم الوفد الفرنسي خلال اليوم الثالث من المعرض مؤتمرا حول التجارب الفرنسية في إنشاء مناطق صناعية متخصصة في الصناعات الغذائية والزراعية.
وعلى الصعيد الداخلي، فقد نجح المعرض الدولي للزراعة بمكناس، على مدى الـ5 سنوات الماضية في فرض نفسه كموعد رئيسي على أجندة كل الفاعلين والمهتمين بالقطاع الزراعي في المغرب. وأصبح معرض مكناس الدولي للزراعة يشكل أكبر سوق للتجهيزات والعتاد الزراعي بالمغرب. وأصبح المعرض يستقطب 35 في المائة من المبيعات السنوية للتجهيزات الزراعية بالمغرب، إذ يفضل الكثير من المزارعين انتظار معرض مكناس وما سيحمله من مستجدات وعروض ترويجية لشراء حاجاتهم من التجهيزات الزراعية.
ويتوقع المنظمون أن يبلغ عدد زوار المعرض الدولي لمكناس هذه السنة 500 ألف زائر. وقال الشامي إن عدد الزوار المرتقبين هذه السنة سيكون أقل من عدد الزوار الذين زاروا المعرض في العام الماضي الذي بلغ 680 ألف زائر. وأوضح الشامي أن انخفاض عدد الزوار المتوقع هذه السنة ناتج عن تخصيص اليومين الأولين للقاءات المهنية بين العارضين والمدعوين، ولن يفتح المعرض أبوابه للعموم إلا خلال اليوم الثالث. وأضاف الشامي «أن المعرض لا يتسع لأكثر من 200 ألف شخص في وقت واحد، لذلك كنا دائما نعمد إلى إغلاق أبواب المعرض كلما اقترب عدد الزوار الموجودين داخله من 200 ألف زائر، ولا نعود إلى فتحها أمام زوار جدد إلا بعد خروج الزوار الموجدين في الداخل لتفادي الاكتظاظ. لذلك فهناك الكثير من الفلاحين القادمين من أماكن بعيدة لن يتمكنوا من زيارة المعرض».
وينظم المعرض الدولي للزراعة بمكناس على مساحة 10 هكتارات في موقع صهريج السواني التاريخي، الذي يعود إنشاؤه إلى عهد السلطان مولاي إسماعيل العلوي، جد الملك الحالي، الذي حكم المغرب بين عامي 1672 و1727، واتخذ من مكناس عاصمة له. ولضمان نوع من الاكتفاء الذاتي لعاصمته في حالات الحصار والحرب، قام السلطان مولاي إسماعيل بإنشاء موقع صهريج السواني على مساحة 18 هكتارا محصنة داخل أسوار عالية. ويضم صهريج السواني مخازن للحبوب وبساتين لتزويد المدينة بالمنتجات الزراعية، بالإضافة إلى صهريج كبير لتخزين الماء.
ويستغل المعرض الدولي للزراعة البنايات التاريخية التي كانت معدة لتخزين الحبوب كقاعات اجتماعات، والتي تتسع أكبر قاعة فيها لنحو 300 شخص. أما أروقة المعرض فتقام في 9 خيام ضخمة، وتصل المساحة الإجمالية المغطاة بالخيام 6.5 هكتار، وهي معدة إعدادا خاصا لتحمل التقلبات المناخية، خاصة الأمطار.
وخصصت إحدى الخيام الكبيرة لتنظيم المناظرة الوطنية للزراعة، والندوات التي ستقام على هامش المعرض، وتم إعدادها في شكل قاعة اجتماعات كبيرة مجهزة بأحدث الوسائل التقنية، وتتسع لنحو ألف شخص.
ويتكون المعرض الدولي للزراعة بمكناس من 9 أقطاب: القطب الدولي، وقطب المنتجات الزراعية المغربية، وقطب التعاونيات والجمعيات، وقطب المواشي، وقطب التجهيزات والمعدات الزراعية، وقطب الآليات الزراعية، وقطب المؤسسات، وقطب البيئة والتنمية المستدامة، وقطب الجهات (المناطق) الـ16 التي يتكون منها المغرب حيث تعرض كل منطقة فلكلورها ومنتجاتها ومخططاتها التنموية الخاصة.

0 مشاركات:

إرسال تعليق