اليمن: اعتقال أفراد الخلية التي خططت لاغتيال السفير البريطاني

اتهام الحوثيين بخروقات تقوض الهدنة.. ومصادمات في الجنوب
صنعاء: عرفات مدابش
شهد اليمن، أمس، المزيد من التطورات الأمنية والسياسية، في الشمال مع المتمردين الحوثيين، وفي الجنوب مع قوى وفصائل الحراك الجنوبي، واتهمت السلطات اليمنية الحوثيين بالاستمرار في ارتكاب الخروقات بصورة تقوض هدنة وقف الحرب، وقال مصدر في السلطة المحلية بمحافظة صعدة، إن الحوثيين قاموا خلال أسبوع واحد فقط، باستحداث 26 موقعا وارتكاب 64 عملية إطلاق نار واختطاف 23 مواطنا وجرح 25 آخرين، إضافة إلى القيام بـ14 عملية نهب وسلب.
وحمل المصدر، في بيان رسمي، الحوثيين المسؤولية عن «تلك الخروقات والتلكؤ في تنفيذ النقاط الست وآلياتها التنفيذية»، وذلك «بهدف عرقلة جهود إحلال السلام في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان».
على صعيد آخر، أعلن وزير الداخلية اليمني، اللواء الركن مطهر رشاد المصري، اعتقال أفراد الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة والتي خططت لمحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها، الاثنين الماضي، السفير البريطاني في صنعاء، تيم تورولوت، بواسطة تفجير انتحاري. وقال المصري في كلمة له في إحدى اللقاءات بقيادات أمنية، أمس في صنعاء، إن «الأجهزة الأمنية كشفت واعتقلت في وقت قياسي ومبكر، مدبري العملية الإرهابية الفاشلة والممولين والمجهزين لها»، معتبرا ذلك «إنجازا أمنيا كبيرا».
واشتمل تقرير نشرته، أمس، أسبوعية «26 سبتمبر» التابعة لوزارة الدفاع على جملة مما قالت السلطات إنها خروقات ارتكبتها جماعة الحوثي، منها، مثلا: «مواصلة خرق قرار وقف إطلاق النار، حيث قامت بإطلاق النار على أحد المواقع التابعة للواء 73 مدرع بمنطقة كتاف، وتوزيع منشورات في ذات المديرية تحرض على القتال ضد الدولة وفتح مكبرات الصوت بالزوامل والشعارات الاستفزازية والتحريضية، ضد الدولة، في منطقة المقاش، وفي منطقة جبل وهبان وفي محور الملاحيظ والشريط الحدودي ارتكبت العناصر الحوثية الكثير من الخروقات من خلال التجمعات بالأسلحة وترديد الشعارات المحرضة على القتال».
وأضاف التقرير أن اللجان الإشرافية على تطبيق النقاط الست، في حرف سفيان، عادت إلى صنعاء «نظرا لتهرب ممثل الحوثي في اللجنة عن الحضور لاستكمال ما تبقى من مهام اللجنة بعد أن قامت العناصر الحوثية بمحور سفيان بالاعتداء على طقم تابع لفريق المهندسين الذي يقوم بنزع الألغام في منطقة حرف سفيان ونتج عن ذلك إصابة السائق بطلقة في يده ونهب الطقم والمعدات الخاصة بالمهندسين وما زال الطقم لدى تلك العناصر رغم وعودها المتكررة».
واتهم معدو التقرير العناصر الحوثية بإطلاق النار «والقنص على المواقع العسكرية في تبة شمس وتبة البركة مستخدمة الأسلحة الرشاشة، وحشد عناصرها على متن عشرين سيارة ودراجات نارية بحرف سفيان باتجاه صيفان»، والقيام بـ«الاستيلاء على المدارس والتمركز بداخلها، ومنها مدرسة الملحة وفروة والارقول ومدرسة سمية ومدرسة بلال بن رباح ومدرسة أبو بكر الصديق في دماج وإنزال العلم الجمهوري من على مدرسة المهاذر ومنعوا الطلاب من ترديد النشيد الوطني»، إضافة إلى نصب «كمين في منطقة الشق والرماية على المواطنين ونهب سياراتهم وتصعيد خروقاتها في منطقة واسط بقيادة أحمد بن أحمد صادق أبو دخنة، وترصدت لأربعة أطقم عسكرية وقاطرة كانت قادمة من صعدة باتجاه العاصمة صنعاء».
وأكد المصري على أهمية وضرورة «مضاعفة الجهود في العمل الوقائي كإجراء من الإجراءات الاستباقية لإفشال الجرائم والأعمال الإرهابية»، وضمن الإجراءات التي أشار إلى أن الأجهزة الأمنية ستقوم بها، «المربعات الأمنية وفق استراتيجيات عالية»، هذا ولم يكشف الوزير اليمني عن هوية أفراد الخلية الذين جرى اعتقالهم.
وفي جنوب البلاد، تظاهر الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في محافظات: الضالع، لحج وأبين، وذلك بمناسبة اليوم الأسبوعي المسمى «يوم الأسير الجنوبي»، وقال شهود عيان في الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن فرقت المتظاهرين باستخدام الهراوات وبإطلاق الرصاص الحي في الهواء.
وفي ذات المدينة جرح ثلاثة جنود ومسلح، وذلك في اشتباكات اندلعت في أحد أحيائها بين قوة أمنية ومسلحين يعتقد أنهم من أنصار الحراك الجنوبي. أما في يافع بمحافظة لحج، فتواصل جماعة مسلحة تطلق على نفسها «كتائب طاهر طماح اليافعي» أو «كتائب سرو حمير»، حصار إدارة امن مديرية المفلحي منذ يومين، وذلك للمطالبة بإطلاق سراح أحد المعتقلين والمتهم بقتل حارس محكمة المديرية.
وتنظم قوى الحراك الجنوبي، كل خميس، تظاهرات للمطالبة بإطلاق سراح مئات المعتقلين على ذمة تهم «الانتماء للحراك» و«المساس بالوحدة الوطنية» وكذا «إثارة الشغب» وغيرها من التهم، وأحالت أجهزة الأمن في محافظة حضرموت الجنوبية 12 متهما إلى النيابة العامة بتهمة المشاركة في «أعمال شغب وتخريب وقطع طريق وإحراق إطارات» في حي الديس والعمال بمدينة المكلا، عاصمة المحافظة. وقال مصدر أمني إنه لن يسمح «لهذه العناصر بإشاعة الفوضى واستهداف الأمن والاستقرار بمحافظة حضرموت».
في موضوع آخر، نظمت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في اليمن، أمس، مهرجانات واعتصامات في عدة محافظات، أكبرها كان في محافظتي عمران بشمال صنعاء وإب في جنوبها. وأكدت المعارضة في مهرجاناتها على مطالب بمكافحة الفساد والغلاء وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وانتخابية، وتأتي هذه الفعاليات المناوئة للحكومة اليمنية، في إطار دعوة المعارضة أنصارها إلى جعل شهر أبريل (نيسان) شهرا لـ«الغضب»، وذلك بعد أن فشلت كافة المساعي لتقريب وجهات النظر بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم والمعارضة، من أجل العودة إلى طاولة الحوار.

0 مشاركات:

إرسال تعليق