موسى: لجنة المتابعة ستناقش المقترحات الأميركية الأخيرة بشأن عملية السلام


موسى: لجنة المتابعة ستناقش المقترحات الأميركية الأخيرة بشأن عملية السلام

عمان محمد الدعمه
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية الذي سيعقد يوم السبت المقبل على المستوى الوزاري في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، سيناقش المقترحات الأميركية التي تقدمت بها واشنطن للجانب الفلسطيني في ضوء التطورات الأخيرة ليتم تقييمها واتخاذ القرار العربي المناسب بشأنها.
وقال موسى لـ«الشرق الأوسط» في عمان، أمس، «إن الممارسات الإسرائيلية القمعية في الأراضي المحتلة ستكون محلا لمناقشات مستفيضة من جانب لجنة المتابعة»، مشيرا إلى أن لجنة المتابعة «ستستمع للجانب الفلسطيني الذي سيشرح خلال الاجتماع ما قدمه واقترحه على الجانب الأميركي خلال الاتصالات الأخيرة التي جرت مع الولايات المتحدة وأيضا ما نقله الجانب الأميركي في اتصالاته مع إسرائيل».
وأضاف: «نحن على اتصال بالمبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل ومعاونيه»، مشيرا إلى أن اتخاذ القرار في هذا الشأن سيتم في اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية.
وحول زيارته للسعودية، قال موسى إن «لقاءه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تطرق إلى ملف المصالحة الفلسطينية والوضع في العراق والمقترح الذي قدمه في القمة العربية في سرت الخاص برابطة دول الجوار العربية، وإلى الجامعة العربية ومسيرتها الحالية والمستقبلية».
وحول الموقف السعودي من تلك القضايا قال إننا «منذ فترة ونحن نتحدث في هذا الشأن، وفي سياسة الجوار وما يجب أن يتم مع جوارنا، وهم يرون أن هناك علامات استفهام على بعض جوانب السياسة الإيرانية في المنطقة».
وانتقد موسى قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقال: «هذا القرار هو جزء من الحالة التي تقول (مفيش فايده)، مشيرا إلى أنه سيتم النظر في هذا الموضوع الخطير في اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية وسوف نستمع للتقرير الفلسطيني عما يجري في الأراضي المحتلة وعن الاتصالات التي جرت بهم والاقتراحات التي قدمت لهم».
وقال موسى إن «ذلك كان محلا للمشاورات التي أجريتها في المملكة العربية السعودية أول من أمس، وأمس في الأردن» حيث التقى رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري، وفي لوكسمبورغ سيناقش تطورات الأوضاع في المنطقة خاصة القضية الفلسطينية وتطورات الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام، وذلك بدعوة من وزير خارجية إسبانيا ميغيل موراتينوس الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حاليا، مشيرا إلى أنه سوف يعود مرة أخرى للأردن اليوم الثلاثاء للمشاركة في اجتماع لملتقى السفراء الأردنيين بالخارج والذي تنظمه وزارة الخارجية الأردنية في البحر الميت. ونفى الأمين العام لجامعة الدول العربية ما تردد عن طرحه لمقترحات جديدة بشأن ملف المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أن المصالحة الفلسطينية هي مسألة لا تحتاج إلى مقترحات، وقال: «ما دام أنها تحتاج إلى مقترحات فهناك شيء خطأ». وأضاف: «يجب أن يعي الفلسطينيون أنهم أفقدوا أنفسهم الكثير من المصداقية بالموقف السلبي في هذا الصراع الفلسطيني - الفلسطيني، وعدم الدخول في المصالحة التي عرضت عليهم من قبل مصر باعتبارها مكلفة من الجامعة العربية»، معربا عن أسفه لبقاء الوضع في هذا الملف على ما هو عليه حتى الآن، «وهو موقف سلبي ومؤسف بالنسبة للفلسطينيين».
وحول أزمة الصواريخ وتزويد حزب الله بصواريخ «سكود» قال: «هذه المسائل لم نتطرق إليها وموقف الجامعة العربية معروف ولا أريد الحديث في هذا الموضوع».
وحول الوضع في لبنان، قال موسى إن«الوضع في لبنان عادي في الوقت الحالي، ولكن يجب التحسب والحذر من التطورات غير المتوقعة التي قد تحدث في المنطقة العربية والتي تنعكس على لبنان أولا».
وحول مقترح رابطة دول الجوار العربي وإذا ما كان يعكس حالة من الضعف العربي، قال موسى:«هناك اعتبارات كثيرة لهذا المقترح، ولكنه لا يعكس ضعفا عربيا.. وإنما رغبة عربية مقترحة في أن تأخذ المبادرة بيدها، وقد شرحت هذا في قمة سرت، وأنا الآن بصدد وضع مذكرة تفصيلية للمقترح الذي تقدمت به في هذا الشأن». وحول طرحه للحوار العربي الإيراني وفرص تفعيل هذا الطرح في المرحلة المقبلة، قال موسى: «هناك معارضة عربية لذلك الطرح من حيث التوقيت والرغبة ومن حيث تحليل الموقف الإيراني، ولكني أري أن الحوار يجب أن يتم على أساس حل المشكلات وطرحها على المائدة، بدلا من ترك المشكلات تتراكم ولا تحل ونصل إلى مواقف أصعب وأصعب»، مشيرا إلى أن هذا الموضوع سيظل مطروحا. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الحديث عن ضرورة سحب مبادرة السلام العربية ما دامت بقيت على الطاولة دون أن يلتقطها أحد، هو «كلام غير دقيق ومبسط»، موضحا أن المبادرة العربية هي «عبارة عن طرح لموقف عربي من السلام ونقول فيه نحن مستعدون للسلام والقيام بالتزاماتنا طبقا لما طرح من اتفاقات وقرارات وغيرها بشرط أن تقوم إسرائيل بنفس الشيء».
وأضاف: «إذا قامت إسرائيل بالتزاماتها فينتهي الأمر بقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ويصير التطبيع والاعتراف بإسرائيل، وهو موقف ولا يحتاج إلى سحب». وأشار إلى أن «الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغير في هذه المبادرة هو حل الدولتين أو الدولة، وإذا كان من غير الممكن في ظل الإجراءات الإسرائيلية أن تقوم دولتان، فلا بد من إعادة النظر في هذه النقطة».
ورأى أن «المسألة ليست سحبا لمبادرة السلام العربية وإنما السؤال: هل هناك تغير في الموقف العربي أم لا وفي أي عناصر هذا الموقف».؟
وحول الوضع على الساحة العراقية في ظل التجاذبات السياسية المصاحبة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، قال موسى إن «حالة التجاذبات السياسية الموجودة الحالية هي مسألة طبيعية في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة»، مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات أوضحت أن الشعب العراقي تعب كثيرا من الأوضاع المضطربة والدماء التي تسيل دون أي مبرر، وأعطت نتائج الانتخابات مؤشرا على أن الشعب العراقي يجنح نحو العراق العربي الموحد. وقال إنه «في التصويت في تلك الانتخابات كان واضحا بأنهم يصوتون لعراق جديد بعيدا عن الطائفية، أما تشكيل الحكومة العراقية ومن يشكلها فهي مسألة عراقية بحتة».

0 مشاركات:

إرسال تعليق