العاهل الأردني: ما تقوم به إسرائيل لعب بالنار

شدد على أن القدس قضية مقدسة لكل العرب والمسلمين
الملك عبد الله الثاني
البحر الميت: محمد الدعمة
أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن ما تقوم إسرائيل في مدينة القدس المحتلة «هو نوع من اللعب بالنار»، مشددا على أن القدس ومقدساتها بالنسبة لكل العرب والمسلمين هي قضية مقدسة، وكل الخيارات السياسية والدبلوماسية والقانونية مفتوحة أمامنا لحماية القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها.
وأضاف الملك عبد الله الثاني، في كلمته أمس أمام الملتقى الخامس للسفراء الأردنيين بالخارج المنعقد بمنتجع البحر الميت «أن الوصول إلى السلام يتطلب إيجاد البيئة الإيجابية لإطلاق المفاوضات، من خلال وقف إسرائيل لكل الإجراءات الأحادية في الأراضي المحتلة، وخاصة بناء المستوطنات في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية»، مؤكدا أن هذه الإجراءات غير قانونية، وهي إجراءات نرفضها وندينها بشكل مطلق، وهي تعيق كل جهودنا لتحقيق السلام.
وقال «نحن نريد السلام ونعمل من أجله، لأن السلام العادل حق لكل شعوب المنطقة، وعلى إسرائيل أن تتجاوب مع هذا الموقف العربي، فالسلام وحده، وليس الجيوش ولا الجدران، هو الذي يضمن الأمن الحقيقي لكل الشعوب ولكل الدول».
وتابع «القضية الفلسطينية هي أولوية رئيسية بالنسبة لنا، وسنستمر في عمل كل ما نستطيع، من أجل إنصاف أشقائنا الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال، وتمكينهم من الوصول إلى حقهم في الحرية والدولة على ترابهم الوطني».
وقال العاهل الأردني «للأسف، العملية السلمية تمرّ بأزمة، لكن واجبنا تجاه الأشقاء وتجاه كل شعوب المنطقة، هو أن نستمر في العمل من أجل تحقيق السلام العادل، الذي يعيد الحقوق الفلسطينية والعربية على أساس حل الدولتين وفي سياق إقليمي شامل».
وحذر من أن بديل السلام هو المزيد من الصراع والحروب والمعاناة، وقال «إن الوضع الراهن غير مقبول، وإذا لم ننجح في تحقيق التقدم المطلوب في المفاوضات، فإنني أخشى أن التوتر القائم سينفجر، وسيدفع الجميع ثمن ذلك».
وقال «على إسرائيل أن تختار بين أن تعيش قلعة معزولة في المنطقة، أو أن تصل إلى سلام مع كل الدول العربية والإسلامية على أساس مبادرة السلام العربية، ومن خلال الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، في إطار سلام شامل يضمن الأمن الحقيقي والقبول لإسرائيل».
وأكد أهمية ملتقى السفراء الأردنيين كآلية فاعلة لتبادل الآراء والمعلومات، وتنسيق العمل لقيام السفراء بدورهم المهم في تمثيل المملكة، وخدمة مصالح الأردن والقضايا العربية والإسلامية. وقال «إن الأردن يسير بخطى ثابتة لتحسين الوضع الاقتصادي، وإيجاد بيئة استثمارية جاذبة»، لافتا إلى أنه تم إنجاز الكثير من العمل الذي زاد من قدرة المملكة التنافسية، ومن الفرص التي يجب على سفراء الأردن تعريف العالم بها من أجل جذب المزيد من الاستثمارات.
على جانب آخر، أكد العاهل الأردني أهمية دور منظمة المؤتمر الإسلامي في الدفاع عن القضايا الإسلامية وصورة الإسلام الحقيقية القائمة على الوسطية والاعتدال.
وحسب بيان للديوان الملكي الأردني، عبر الملك عن تقديره لجهود المنظمة في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية في مختلف المجالات بما يمكنها من التصدي للتحديات المشتركة التي تواجهها. وأكد أن الأردن يقف إلى جانب المنظمة في تقديم أي دعم تحتاجه لحماية المصالح والقضايا الإسلامية والدفاع عنها. وتطرق كذلك إلى التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المستهدفة حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وفي سياق إقليمي شامل.
من جهته، وضع أوغلو العاهل الأردني في صورة أولويات المنظمة والقضايا التي تعمل عليها بما يعزز العمل الإسلامي المشترك، مثمنا جهوده في الدفاع عن القضايا الإسلامية والمقدسات في مدينة القدس، ومساعيه لإحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.

0 مشاركات:

إرسال تعليق