المخابرات الإسرائيلية توظف الإنترنت في تجنيد العملاء الفلسطينيين

المخابرات الإسرائيلية توظف الإنترنت في تجنيد العملاء الفلسطينيين
حملة توعية كبيرة للمواطنين في غزة لمواجهة ذلك
غزة: «الشرق الأوسط»
تدل التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة أن جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية (الشاباك) توسع مؤخرا في توظيف الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) في محاولاته لإسقاط الفلسطينيين في براثن العمالة ليتحولوا إلى مخبرين.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن بعض المشتبه في تخابرهم مع إسرائيل اعترفوا مؤخرا أنهم ارتبطوا بـ«الشاباك» عبر «الإنترنت»، وتحديدا من خلال مشاركتهم في بعض الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، مثل «فيس بوك» و«تويتر».
وذكر مصدر أمني مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بعض الأشخاص اعترف أن عناصر من «الشاباك» متخصصين في تجنيد العملاء يقومون بمحاولة استدراج الشباب الفلسطيني الذين يتصفحون الإنترنت ويشاركون في الشبكات الاجتماعية عبر انتحال شخصيات وهمية، مستغلين مجموعة كبيرة من البيانات التي يقدمها هؤلاء الشباب عن أنفسهم وعن غيرهم.
وأشار المصدر إلى أن عناصر «الشاباك» يستغلون معلومات موجودة لديهم مسبقا عن الشباب الذين يتم التخطيط لإيقاعهم في العمالة، مثل الأوضاع المادية والاجتماعية والنفسية.
وأكد المصدر أن عناصر «الشاباك» يتدرجون في توجيه الطلبات من الضحايا، بحيث أنهم يشرعون في طلب معلومات عادية منهم، ثم ينتقلون لمطالبتهم بتقديم معلومات تفصيلية عن حركات المقاومة.
من ناحية ثانية، أفاد عدد من المواطنين في قطاع غزة بأن المخابرات الإسرائيلية قامت بالاتصال على هواتفهم الأرضية والجوالة بأرقام دولية وأرقام غريبة تحت مسمى مراكز دراسات دولية أو فلسطينية في الخارج تهدف لاستطلاع آرائهم في قضايا أمنية حساسة تمس الأمن الفلسطيني الداخلي.
وقال أحد الفلسطينيين الذين يقطنون مخيم جباليا إنه فوجئ مؤخرا عندما اتصل به شخص ادعى أنه باحث في أحد مراكز البحث العربية الموجودة في لندن وأخذ يسأله عن حركات المقاومة وموقف الجمهور الفلسطيني منها، مما جعله متيقنا أن الشخص مرتبط بالمخابرات الإسرائيلية. ومن ضمن هذه الأسئلة: «ماذا لو وقف بجانب بيتك عدد من المقاومين، هل ستطردهم أم ستحميهم؟».
وقال شاب آخر إن سيدة تتحدث اللغة العربية اتصلت به مدعية أنها من مؤسسة تعمل في الضفة الغربية، وتريد منه تعبئة استبيان عبر الهاتف، وجميع الأسئلة حول المقاومة والموقف الجماهيري منها، مما جعله يرفض التعاون معها بعد أن شك أن تكون على علاقة مع المخابرات الإسرائيلية.
من ناحيتها، قالت وزارة الداخلية في غزة إنها تقوم بحملة توعية كبيرة للمواطنين لمواجهة ذلك. وحذر إيهاب الغصين، الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة المواطنين من «السقوط في وحل العمالة جراء الاستخدام السيئ للمواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت كـ(فيس بوك) و(تويتر) وغيرها»، مؤكدا أن هناك استغلالا من قبل المخابرات الإسرائيلية لهذه المواقع لجمع المعلومات حول المواطنين، وابتزازهم وإسقاطهم ليكونوا مخبرين للاحتلال.
وقال الغصين «للأسف كثير من المواطنين يقومون بكتابة كل ما يتعلق بهم على هذه المواقع التي تضم كل الدوائر الضيقة والصغيرة والقريبة من الأصدقاء والأقارب، وتعطي معلومات مجانية للاحتلال».

0 مشاركات:

إرسال تعليق