إكتشاف كائنات متعددة الخلايا يمكنها الحياة بدون أكسجين

القاهرة: وجد علماء الأحياء البحرية 3 أنواع من عائلة اللورسيفيرا- وهي حيوانات مجهرية تعيش في الرواسب البحرية- يمكنها أن تعيش طوال حياتها دون الحاجة لأوكسجين.
ولقد تم نشر هذا البحث في مجلة الكيمياء الحيوية مؤخراً،ويصف عالم الأحياء اللافقارية في جامعة هارفارد هذا الكشف بانه مذهل واستثنائي، ولقد كان العلماء يظنون حتى هذا الإكتشاف أن الحيوانات أحادية الخلية هي التي يمكنها فقط أن تحيا بدون أكسجين، وأن الحيوانات متعددة الخلايا إذا غاب عنها الأكسجين فإنها تختبيء حتى يعود إليها ولابد لها من وجوده في مرحلة ما من حياتها،ولكنهم وجدواأن هناك ثلاثة أنواع من اللورسيفيرا تعيش طوال حياتها دون الحاجة إلى أوكسجين وذلك بعد إجراء العديد من الإختبارات المجهرية والجزيئية.
ويشير تيم شانك من معهد وودز هوول لعلوم المحيطات في ماساتشوستس إلى أن العثور على كائنات متعددة الخلايا تعيش دون أكسجين بشكل كامل سيؤدي إلى تغيير شامل في الطريقة التي نفكر بها في الكائنات الحية، فإذا كان بإمكان بعض الحيوانات البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة في ظل غياب الأكسجين فإن ذلك سيؤدي إلى اكتشاف الأعاجيب في علم الأحياء، الدكتور تيم شانك متخصص في دراسة الكائنات الحية التي تعيش في ظروف قاسية ودرجات حرارة ساخنة ورغم ذلك ما زالت حية وذلك بفضل الأوكسجين الذائب في الماء الموجود حولها.
وتوجد كائنات اللورسيفيرا في أحواض شديدة الملوحة في المحيط الأطلنطي،وقد أجريت عليها ثلاث عمليات بحثية في أعوام 1998 و 2005 و2008، ويقول العالم "روبرتو دانوفارو" أحد المشاركين في الدراسة والدكتور بجامعة البوليتكنيك في ماركي بإيطاليا أنهم حينما اكتشفوا هذه العينات ظنّوها مجرد كائنات ميتة،ولكن العلماء اكتشفوا بعد إجراء اختبارات جزئية عديدة أن تلك الكائنات ما زالت على قيد الحياة وتقوم بعمليات التمثيل الغذائي.
وويؤكد "دانوفارو" أن الجلد المتنامي علي أجسام اللورسيفيرا يشير إلى أن هذه الكائنات كانت حيّة في أماكن تواجدها، ويتم تكاثرها أيضا،حيث اكتشف العلماء وجود بويضات لها، كما نفى "دانوفارو" أن تكون تلك الحيوانات قد تحركت لتأخذ أكسجين من أماكن أخرى وذلك لحركتها المحدودة التي لا تسمح لها بالسباحة 50 متر من أجل الوصول للأكسجين،إنه من الأرجح أن هذه الكائنات عاشت في جو خالي من الأكسجين بشكل دائم.
وتقول "ليزا ليفن" من معهد سكريبس لعلوم المحيطات في لاجولا بولاية كاليفورونيا أنه بالرغم من أن الأدلة غير مباشرة إلا أنها تعتقد أن العلماء الذين بحثوا في حياة الكائنات متعددة الخلايا بدون أكسجين كانوا على حق في استنتاجاتهم هذه، ويؤكد "دانوفارو" أن صور المجهر الإلكتروني أظهرت تحور الأحشاء الداخلية لكائنات اللورسيفيرا من أجل حياة خالية من الأكسجين.
على جانب آخر يرى "يوهانس هاكستين" من جامعة نيميجين في هولندا والذي يدرس هياكل الكائنات الحية أنه ربما استطاع فريق البحث الوصول بالفعل إلى كائنات متعددة الخلايا تعيش بدون أكسجين،ولكن هذه الأدلة لا تزال أولية وما زال العلماء بحاجة لمزيد من التجارب الفسيولوجية للتأكيد على هذه النتائج
 

0 مشاركات:

إرسال تعليق