مصادر أمنية عراقية: نطارد «القاعدة» في جبال حمرين.. واكتشفنا وكرا كان فيه الدوري الشهر الماضي

مصادر أمنية عراقية: نطارد «القاعدة» في جبال حمرين.. واكتشفنا وكرا كان فيه الدوري الشهر الماضي
أكدت لـ «الشرق الأوسط» السيطرة على عدد من المقرات.. والتنظيم المتطرف يقر بمقتل زعيميه
شبان عراقيون يعاينون أمس الدمار في ناد للبليارد تعرض لهجوم بقنبلة أول من أمس (أ.ف.ب)
بغداد: 
أكدت مصادر أمنية وأخرى من الحكومة المحلية في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد أن عملية عسكرية مشتركة بدأت قبل يومين في منطقة جبال حمرين استطاعت من خلالها القوات الأمنية العراقية الحصول على كميات كبيرة من المعلومات والوثائق التي قد تنهي بشكل كبير وجود تنظيمات القاعدة في العراق، فيما أقر التنظيم بمقتل زعيميه أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي.
وعلى الرغم من تأكيدات عبد الناصر المهداوي محافظ ديالى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط » أن العملية قامت بها قيادة عمليات نينوى خلال الأيام الثلاثة الماضية وبالتعاون اللوجيستي من قبل القوات الأميركية، فإن مصادر خاصة أكدت أن «الفرقة الذهبية» التي كانت تشرف على تدريبات منتسبيها القوات الأميركية قبل أن تصبح جزءا من جهاز مكافحة الإرهاب هي التي تتولى قيادة تلك العملية استخباريا وميدانيا بالتعاون مع القوات المحلية في المحافظة والقوات الأميركية. وأشارت المصادر إلى أنه تمت السيطرة على أهم مقرات القيادة العسكرية لتنظيمات القاعدة وأن العملية استهدفت أكثر من 30 هدفا.
وأشارت المصادر القيادية في تلك العمليات إلى أنها أسفرت عن اعتقال عدد من قيادات «القاعدة» إضافة للحصول على كم من العناوين لخلايا التنظيم في عموم العراق وكميات من الأسلحة والذخائر ومستمسكات وأختام لدوائر حكومية إضافة إلى معلومات عن هيكلية تنظيمات القاعدة في العراق. وقالت إن بعض المعلومات تفيد بوجود مخططات لضرب مناطق أخرى «قريبة للعراق». وأكدت المصادر أن أحد الأوكار التي اكتشفت خلال العمليات يعود إلى عزة الدوري النائب السابق لصدام حسين، وأن هذا الوكر ومن خلال الموجودات فيه يؤكد أن الدوري كان موجودا فيه الشهر الماضي. وتمتد جبال حمرين من محافظة ديالى إلى الشمال الغربي مرورا بمحافظة صلاح الدين وكركوك وصولا إلى الحدود السورية.
بدوره، قال اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن العملية «أثمرت حتى الآن عن القبض على أحد أبرز المطلوبين في تنظيم القاعدة والملقب أبو حمزة الخشالي في منطقة التحرير وسط بعقوبة، وهو ضمن قوائم المطلوبين الخطرين». وأشار إلى أن القوات تمكنت من اعتقال قيادي آخر «المكنى أبو فاطمة وهو العقل المخطط والمدبر للتفجيرات التي وقعت في يوم الانتخابات التشريعية في بعقوبة».
من جانب آخر أكدت القوات الأميركية في العراق أن جنودا من الكتيبة الثالثة التابعة لفوج «المدفعية 69» في لواء الإسناد والمشورة، التابع لفرقة المشاة الثالثة، لعبوا دورا مهما مؤخرا في مجال تقديم المساعدة والمشورة في العملية التي أطلق عليها «ملاحقة الذئب». وقال الكابتن ميلفن لوي، قائد السرية «آي» التابعة للكتيبة الثالثة المذكورة: «كنا 3 وحدات في تلك المنطقة نقدم المساعدة والمشورة لقوات الأمن العراقية في حال احتياجها إلى أي شيء، ولكن في نهاية المطاف كانت هذه مهمتهم، وتم تنفيذها بقيادتهم».
ويأتي الإعلان عن تنفيذ هذه العملية بعد أسبوع من إعلان رئيس الوزراء نوري المالكي عن مقتل البغدادي ووزير حربه أبو أيوب المصري اللذين يرتبطان بصورة مباشرة بأسامة بن لادن في 18 أبريل (نيسان) في منطقة الثرثار قرب تكريت.
إلى ذلك، أقر تنظيم القاعدة في بيان يحمل اسم الوليد عبد الوهاب المشهداني «وزير الهيئات الشرعية» في تنظيم «دولة العراق الإسلامية» المرتبط بـ«القاعدة» بمقتل زعيميه. وحسب المشهداني فإن «البغدادي كان قد وصل إلى إحدى المضافات في تلك المنطقة ليستقبل زوارا لحسم بعض شؤون الدولة، وحضر اللقاء وزيره الأول أبو حمزة المهاجر» وهو اسم آخر للمصري. وتابع أنه «لما وصلت القوة المهاجمة اشتبكت معها مفرزة الحماية وأجبرتهم على الانسحاب، فما تجرأوا على دخول المنطقة». وقال «بعد قصف عدة أهداف بينها ذلك المنزل بالطائرات وتأكدوا من تدميرها بالكامل وقتل من كان فيها، ثم تفاجأوا بوجود الشيخين». وأشاد المشهداني بالمصري والبغدادي، وقال «ولئن قدر الله أن يقتل الشيخان في هذا الوقت بالذات، فإنهما تركا جيلا فريدا تربى على أعينهما».
وكان المالكي قد أعلن الأسبوع الماضي أن البغدادي والمصري قتلا خلال مداهمة منزل في إحدى الصحاري النائية في الثرثار في عملية مشتركة، مؤكدا العثور على مخططات لتنفيذ هجمات ضد كنائس، بالإضافة إلى ضبط الكثير من المعلومات في مكانهما.

0 مشاركات:

إرسال تعليق