أبو الغيط: لا حرب قريبة على لبنان.. والخطر الحقيقي في المواجهة بين إيران وأميركا

أبو الغيط: لا حرب قريبة على لبنان.. والخطر الحقيقي في المواجهة بين إيران وأميركا
قال إن مصر لا تقبل استخدام أرضها لغايات تتعارض مع أمنها القومي
بيروت: 
قال وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، إنه لم يلتقِ أحدا من مسؤولي حزب الله خلال زيارته السريعة إلى لبنان التي استمرت نحو 10 ساعات أول من أمس. وأوضح أن «مصر دولة إقليمية لها وزنها ولا تقبل أن يتباهى فريق بأنه يستخدم أرضها لغايات خاصة تتعارض مع أمنها القومي».
«الشرق الأوسط»، «التي يواظب أبو الغيط على قراءتها كل يوم» حسب قوله، شاركت مساء أول من أمس، عددا محدودا من ممثلي وسائل الإعلام اللبنانية في لقاء مع وزير الخارجية المصري لتوجيه أسئلة تتعلق بالبيت اللبناني تحديدا والبيت العربي عموما ودور مصر وأولوياتها في المرحلة الراهنة.
وطمأن أبو الغيط بأن «لا حرب قريبة على لبنان من إسرائيل، وذلك وفق المعلومات المتوافرة لدى الحكومة المصرية». وأشار إلى أن «زيارته إلى لبنان لم تكن مفاجئة أو طارئة، لكن تم التحضير لها منذ فترة، وإن لم يتم الإعلان عنها. وبالتالي لم تكن وليدة تطورات مقلقة قد تتعرض لها الساحة اللبنانية». واعتبر أن إثارة قضية صواريخ «سكود» من جانب الأميركيين «هدفها الضغط على إيران وليس على سورية ولبنان». ورفض مقولة وجود خلافات بين الولايات المتحدة وسورية في المرحلة الحالية. وقال: «لا أعتقد أن العلاقات السورية - الأميركية غير جيدة. ربما العكس صحيح».
ونفى وجود أي موعد محدد لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرئيس المصري حسني مبارك. وقال: «على حد علمي لم يتحدد موعد الزيارة». وقال إن «لقاء بين الأسد ومبارك له مفعول السحر لجهة التوافق العربي وحل الكثير من المشكلات العالقة. لكن ليس ما يشير إلى أن اللقاء قد تحدد موعده». وجدد ترحيبه بالأسد في مصر. وأشار إلى أن «العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لم يزر مبارك بعد. لكن الزيارة ستتم بالتأكيد»، وذلك في تلميح إلى أن زيارة الأسد لن تأتِ قبل زيارة الملك عبد الله. ونفى «وجود أي شروط مسبقة تعيق حصول هذه الزيارة سواء لجهة علاقة سورية بإيران أو لأي أمر آخر». وقال: «يحق لكل دولة أن تقيم علاقات تعتقد أنها مفيدة لها».
واستبعد أن تعود الوصاية السورية إلى سابق عهدها على لبنان. وأكد أن «مصر لا تزال على موقفها الداعم، سيادة لبنان واستقلاله وحماية أرضه من الاعتداءات الإسرائيلية». وقال إن «العرب منقسمون، وإن إيران تستفيد من هذا الانقسام لتبسط نفوذها». وأوضح أن «التزام البعض بالأجندة الإيرانية لا يخدم مصالح من يقوم بذلك، إنما يخدم مصالح إيران في المنطقة».
وقال أبو الغيط إن الرئيس الأميركي باراك أوباما صادق في جهوده لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، لكن السؤال هل تتجاوب إسرائيل معه؟ وقال إن «لدى أوباما بالإضافة إلى القضية الفلسطينية مشكلاته الداخلية، كذلك لديه مشكلة مئات الآلاف من الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان ودول الخليج، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني». واعتبر أن «اتخاذ الولايات المتحدة قرار الحرب على إيران ليس مسألة سهلة لأن إعلان الحرب شيء، وتطورها فيما بعد وإلى أين ستؤدي شيء آخر». وقال إن «الخطر الحقيقي على منطقة الشرق الأوسط يكمن في المواجهة بين إيران والولايات المتحدة ومعها المجتمع الغربي وإسرائيل». ونبه إلى «أن مصدر الخطر هو أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وإسرائيل لن يستمروا مكتوفي الأيدي حيال إيران وملفها النووي حينها لا يمكن توقع ماذا سيجري. ولا أحد بمعزل عن تداعيات مثل هذه الحرب، وليس فقط لبنان وإنما المنطقة بكاملها. لذا كان الطرح التركي الذي لم تعط إيران أجوبة عليه حتى هذه اللحظة». وأوضح أن «مصر وتركيا تسعيان إلى حل سلمي للملف النووي الإيراني قائم على حق إيران في التخصيب لغايات سلمية مقابل مراقبة فعالة من المجتمع الدولي لعملية التخصيب هذه». وأضاف أن «تركيا طرحت الأمر على إيران لكنها لم تتلق أي جواب حتى تاريخه، كذلك فعلت روسيا. ودائما لا جواب».
وعن المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، قال أبو الغيط إن «حماس لم تقرر حتى تاريخه السير فيها. وليس صحيحا كل ما يقال عن بنود وملحق للورقة المصرية في هذا الشأن. يجب أن تقتنع حماس أن وحدة الصف الفلسطيني هي مفيدة وضرورية للقضية الفلسطينية، وأن تبدأ التنفيذ. وإذا قررت ذلك لن تكون مصر من ستتولى الإشراف على التنفيذ وإنما جامعة الدول العربية، بالتالي سيشارك أكثر من طرف عربي في هذه العملية. المهم أن تقتنع حماس وتسير في اتجاه المصالحة. وهي حتى الآن لا تريد ذلك». ورأى أن التقارب المصري - السوري قد يفيد في هذا المجال، وفي مجالات أخرى.
وقال أبو الغيط إن «الولايات المتحدة تتجه نحو تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية. والخطوات التي تقوم بها في هذا الإطار جدية». وأضاف أن «مشكلة الشرق الأوسط تكمن في الوجود النووي الإسرائيلي في غربه، والوجود النووي الإيراني في شرقه». وفي حين استبعد أن «يستخدم السلاح النووي من الشرق أو الغرب»، أوضح أن «ذلك لا يحول دون مخاوف الدول العربية وقلقها إزاء هذا الواقع». واستبعد أيضا أن «تكون إيران متجهة إلى تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية». وأضاف أن «القضية الفلسطينية أولوية لدى مصر، لأن فلسطين وإسرائيل على الحدود المصرية، وإيجاد حل لهذه القضية يخفف الانقسام والاحتقان في المنطقة كما ينزع من الذين يستثمرون هذه القضية حججهم للتدخل في شؤون العالم العربي». وأضاف أن «وحدة العرب هي ما يحول دون هذا التدخل وهي مفقودة». وأشار إلى أن «الوضع في السودان على رأس الأولويات المصرية أيضا، لأن السودان مهدد بالانقسام. ووحدته هي ما تريده مصر. إما إذا حصل انفصال في الجنوب، فإن مصر تعمل على أن يتم الانفصال بشكل سلمي ومن دون تداعيات دموية». وأوضح أن «مصر دفعت 300 مليون دولار في جنوب السودان لدعم مشاريع حيوية تساعد الشعب السوداني على تحسين مستوى معيشته وتؤمن استقراره». وأكد «دعم مصر استقرار السودان من دون تدخلها في أموره الداخلية». كما قال إن «أمن باب المندب واستقراره وصولا إلى قناة السويس يصب أيضا في المسؤوليات التي تتولاها مصر، لأن ذلك يؤثر على أحد أهم مرافقها ومصادر دخلها. فالتوتر في باب المندب يعني تدني مصادر دخل قناة السويس، والأمر لا تتحمله مصر».
ورفض أبو الغيط الحديث عن الدور المصري في العراق. وقال إن «الجهود العربية منصبة من دون الإعلان عن ذلك لترتيب البيت العراقي. ولا يمكن أن نترك العراق لأنه بوابة العرب الشرقية». وأشار إلى أن «نتائج الانتخابات بينت أن الفريق المدعوم من إيران لا يحظى بثقة شعبية عراقية».
واستبعد أن يصار إلى تغيير الدستور وتعيين نائب للرئيس في مصر. وقال: «في السابق كان يتولى نائب الرئيس رئاسة الجمهورية تلقائيا بعد رحيل الرئيس. لكن حاليا لا شيء يدعو إلى تغيير الدستور. والرئيس ينتخب من الشعب».

0 مشاركات:

إرسال تعليق