مقتل 58 في اشتباكات بالسودان يثير توترا على الحدود بين الشمال والجنوب

زعيم قبيلة الرزيقات: الحركة الشعبية تطمع بالسيطرة على مناطقنا في الشمال
قال مسؤولون أمس إن اشتباكات بين جيش جنوب السودان وقبائل عربية في دارفور أسفرت عن مقتل 58 شخصا مما يثير التوتر على الحدود بين الشمال والجنوب، وحمل زعيم القبيلة العربية الخرطوم تهاونها مع الجيش الشعبي، مشددا على أن الجنوبيين في الحركة الشعبية لديهم أطماع في السيطرة على مناطقهم الواقعة في الشمال. وقال رئيس مجلس شورى قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية محمد عيسى عليو لـ«الشرق الأوسط» من جنوب دارفور إنه يملك بالدليل وجود معسكر للجيش الشعبي داخل دار قبيلته في منطقة (بلبلة) في ولاية جنوب دارفور غربي السودان، وأضاف أن الاعتداءات تكررت من قبل جيش الجنوب وقتل على 3 مرات نحو 19 شخصا وتم حلها بدفع ديات من قبل والي شمال بحر الغزال حيث دفع 31 مليون جنيه سوداني، مشيرا إلى أن هناك تحركا من جانب قبيلة الرزيقات ومن الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب، وأضاف أنه لا يستطيع تحديد من الذي بادر بالهجوم، لكنه قال إن الجانبين اشتبكا، وتابع: «الاشتباكات وقعت يوم الجمعة وأسفرت عن سقوط 58 قتيلا و85 جريحا وتشردت المئات من الأسر من قبيلة الرزيقات»، مؤكدا أن العلاقة بين الدينكا التي تنتمي إلى الجنوب وقبيلته يحكمها جوار ولهما علاقات قديمة وتاريخية، وقال: «بيننا الآن أكثر من عشرين ألف من الجنوبيين في الضعين غالبيتهم من الدينكا ولا توجد مشكلات».
وحمل عليو الخرطوم مسؤولية التهاون في التعامل مع جيش الجنوب، وقال إن اتفاقية السلام التي وقعتها الحركة الشعبية وجناحها العسكري الجيش الشعبي أوضحت حدود الشمال والجنوب بحدود عام 1956، وأضاف: «الآن الجيش الشعبي داخل مناطقنا ولا يوجد جندي واحد من الجيش الحكومي، والخرطوم أرسلت عددا من الضباط أمس بلا جنود ولا عتاد»، نافيا أن يتم تصعيد من جانب قبيلته التي ستلتئم قياداتها اليوم في الخرطوم، وقال: «جيش الجنوب نظامي ولديه معدات عسكرية، وربما طائرات، ويتم دعمه من الأميركان ولكننا سنستشهد إذا جاءت الحرب في دارنا»، لكنه عاد وقال إنه يتمنى أن لا يتم تصعيد، مشيرا إلى اتصالات ستبدأ بقيادات الدينكا في الخرطوم والحركة الشعبية لإسماعها رؤية القبيلة، وتابع: «نحن نريد أن نعيش في سلام ولا نقبل أن يسيطر الجيش الشعبي على مناطقنا، والخرطوم للأسف لا تنتبه لما تخطط له الحركة الشعبية لمرحلة الاستفتاء».
لكن متحدثا باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان قال إن جيش الشمال هاجمه في راجا وهي منطقة نائية في ولاية غرب بحر الغزال بالقرب من منطقة كان قد قتل فيها خمسة مسؤولين على الأقل من حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يهيمن على الشمال وأربعة آخرون على يد جندي من الجيش الشعبي لتحرير السودان خلال الانتخابات التي بدأت في 11 من أبريل (نيسان) واستمرت خمسة أيام.
وقال مالاك أيوين المتحدث باسم الجيش الشعبي إن قواته تعرضت لهجوم من قوات الجيش الشمالي في اليوم السابق، وأضاف أن الجيش الشمالي كان يستخدم أربع سيارات لاند كروزر مزودة بأسلحة آلية.
ونفى متحدث باسم الجيش الشمالي أي صلة بالهجوم، لكنه أكد هجوم الجيش الشعبي على قبيلة الرزيقات في دارفور ووصفه بأنه انتهاك واضح لاتفاق السلام.

0 مشاركات:

إرسال تعليق