مصادر فلسطينية: واشنطن لمحت إلى أن إسرائيل ستتوقف عن البناء في القدس 4 أشهر

مصادر فلسطينية: واشنطن لمحت إلى أن إسرائيل ستتوقف عن البناء في القدس 4 أشهر
ميتشل يعود الأسبوع المقبل بعد اجتماع اللجنة العربية للسلام
رام الله: كفاح زبون
تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبناء في القدس، مقترحا تقديم بوادر حسن نية للفلسطينيين مقابل انطلاق المفاوضات غير المباشرة. وقال نتنياهو بعد لقائه الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، أمس، إن إسرائيل معنية بالشروع الفوري في عملية السلام تماما مثل الولايات المتحدة، معربا عن أمله في أن يكون الطرف الفلسطيني معنيا بذلك أيضا.
ويبدو أن عرض تقديم بوادر حسن نية، هو كل ما لدى نتنياهو، لكن مصادر فلسطينية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة الأميركية لمحت للرئيس الفلسطيني بأن إسرائيل ستمتنع عن تنفيذ «خطوات مستفزة» في القدس أثناء المفاوضات غير المباشرة التي من المفترض أن تستمر 4 شهور.
وأبلغت السلطة أن واشنطن ستلقي اللوم علنا على أي طرف يتخذ إجراء من شأنه تقويض المفاوضات، وهذا فسر في رام الله على أنه اتفاق غير مكتوب بين واشنطن وإسرائيل يقضي بتأجيل أي مشاريع استيطانية في القدس فترة المفاوضات. ويتضح من طلب السلطة عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية، أول الشهر المقبل، أنها قد تقبل ببدء المفاوضات غير المباشرة وفقا للرؤية الأميركية، وهي ستنتظر ما يقوله العرب في هذا الشأن. وجدير بالذكر أن ميتشل سيعود إلى المنطقة، بعد الاجتماع الوزاري العربي ليسمع من الفلسطينيين.
وقال نتنياهو «في الأيام القلائل المقبلة سنعلم ما إذا كانت عملية السلام ستنطلق أم لا». وأضاف «نحن نأمل أن يكون الطرف الفلسطيني جادا في انطلاق العملية السلمية». وأثنى وزراء إسرائيليون على تمسك نتنياهو بالبناء في القدس، وعدم رضوخه للمطالب الأميركية بهذا الشأن، أما وزير السياحة الإسرائيلي ستاس مسجينكوف فقال «إنني أحيي رئيس الحكومة نتنياهو على موقفه الواضح في موضوع عاصمة إسرائيل الموحدة، القدس، وإنني سعيد أنه في نهاية الأمر استطاعت الإدارة الأميركية أن تتفهم الموقف الإسرائيلي، وأتمنى أن تنطلق وتتقدم العملية السلمية في المنطقة، وأتمنى على الجانب الفلسطيني أن يبذل هو الآخر جهودا للتقدم في هذه العملية».
وقال وزير المالية يوفال شتاينتس إن «موقف رئيس الوزراء واضح، ونحن نستمر في سياسة كل الحكومات السابقة، التي بموجبها يسمح لكل من اليهود والعرب البناء في جميع أجزاء القدس».
وجاءت تصريحات نتنياهو ووزرائه بعد لقائه ميتشل الذي اعتبر محادثاته مع عباس ونتنياهو، بأنها إيجابية وترمي إلى تهيئة الأجواء للإعلان عن إطلاق المباحثات غير المباشرة.
ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن «الكرة الآن لدى الفلسطينيين، بعد أن أبدينا رغبة وجدية خلال اللقاءات مع ميتشل لاستئناف المفاوضات».
وبحسب المصادر، فإن نتنياهو أبدى خلال لقائه ميتشل، الجمعة الماضي، استعداده القيام بـ«بادرات حسنة» تجاه السلطة الفلسطينية مثل إطلاق أسرى فلسطينيين ونقل صلاحيات أمنية للسلطة في مناطق تسيطر عليها إسرائيل وإزالة الحواجز.
ونقل ميتشل هذه الاقتراحات إلى عباس، وطلب منه بدء المباحثات غير المباشرة، مع التزام بلاده بالعمل جديا من أجل حل الدولتين. ونقل ميتشل لعباس قناعة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن إسرائيل ستمتنع خلال عملية التفاوض عن القيام بمبادرات وصفها بذات مغزى في القدس.
وسلم ميتشل عباس، دعوة للالتقاء بأوباما في واشنطن خلال شهر مايو (أيار) المقبل، وقبل عباس الدعوة فورا من دون تحديد موعد.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر تشارك في الاتصالات لاستئناف العملية السياسية في المنطقة، أن المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين ستبدأ خلال النصف الأول من شهر مايو المقبل. إلا أن النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم، دعا أمس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى اتخاذ قرار استراتيجي باستئناف المفاوضات مع إسرائيل من دون شروط مسبقة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن شالوم في لقاء مع مراسلي وسائل الإعلام العربية في إسرائيل تأكيده على ضرورة إرجاء مناقشة قضية القدس إلى مرحلة التسوية الدائمة بدلا من جعلها شرطا مسبقا لاستئناف المفاوضات.
وأضاف أن الفلسطينيين يخطئون إذا ظنوا أن عليهم الجلوس وانتظار أن تحقق الإدارة الأميركية الإنجازات لصالحهم.

0 مشاركات:

إرسال تعليق