ليبيا تسمح لوفد من عرب 48 بدخول أراضيها من دون جوازات سفر تمهيدا للقائهم العقيد القذافي

ليبيا تسمح لوفد من عرب 48 بدخول أراضيها من دون جوازات سفر تمهيدا للقائهم العقيد القذافي
السفارة الفلسطينية في طرابلس: لا علم لنا بأي ترتيبات لهذه الزيارة ولا نعرف سببها
القاهرة: خالد محمود
في سابقة هي الأولى من نوعها، سمحت السلطات الليبية لوفد يضم 39 شخصا يمثلون عرب فلسطين بمن فيهم أعضاء في الكنيست الإسرائيلي بدخول أراضيها من دون جوازات سفر، تمهيدا لاجتماعهم مساء أمس مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافى ورئيس الدورة الحالية للقمة العربية. ووصل الوفد الذي تلقى دعوة رسمية من الدكتور محمد البرغثي، سفير ليبيا في العاصمة الأردنية عمان، إلى العاصمة الليبية طرابلس على متن طائرة ليبية خاصة، حيث التقى مسؤولين حكوميين قبل أن ينتقل إلى مدينة سرت الساحلية للقاء العقيد القذافي. وقالت مصادر ليبية وفلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن العقيد القذافي الذي لا ترتبط بلاده بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، التقى مساء أمس أعضاء الوفد الذي يتكون من عدد من النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي وناشطين فلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وهذه هي المرة الأولى من نوعها التي يوجه فيها القذافي، الذي يترأس الدورة الحالية للقمة العربية، الدعوة إلى وفد من عرب 1948 للاجتماع به في ليبيا.
وكان السفير الليبي في عمّان قد تلقى مؤخرا تعليمات مفاجئة من السلطات الليبية بدعوة النخب السياسية والثقافية والدينية لعرب إسرائيل للقيام بزيارة ليبيا بهدف الاجتماع بمسؤولين ليبيين على رأسهم العقيد القذافي. ونفى مصدر دبلوماسي فلسطيني في العاصمة الليبية طرابلس لـ«الشرق الأوسط» أي علم للسفارة الفلسطينية لدى ليبيا بترتيبات هذه الزيارة، وقال في تصريحات مقتضبة عبر الهاتف: «ليس لنا أي صلة سواء من قريب أو من بعيد بهذه الزيارة ولا نعرف الهدف منها».
وفيما امتنعت مصادر ليبية رسمية هاتفتها «الشرق الأوسط»، أمس، عن توضيح سبب الدعوة الليبية، فقد قالت مصادر ليبية مقربة من القذافي لـ«الشرق الأوسط» إن القذافي يريد الاستماع إلى ملاحظات النخب المختلفة لعرب إسرائيل بشأن مقترح قدمه مؤخرا للقمة العربية قبل سنوات، ويتضمن إنشاء دولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين تحت اسم إسراطين كحل جذري للصراع العربي الإسرائيلي.
وكان العقيد القذافي قد اقترح خمس أفكار أساسية لحل مشكلة الشرق الأوسط وتقديم تسوية مقبولة للصراع العربي - الإسرائيلي وإنهاء حالة العداء الموجودة بين العرب وإسرائيل منذ عام 1948، فيما نصت المقترحات التي تضمنها الكتاب الأبيض، الذي نشره القذافي على موقعه الإلكتروني الشخصي على شبكة الإنترنت على عودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم، ودمج الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في دولة واحدة على غرار النموذج اللبناني، وإقامة انتخابات حرة تحت إشراف الأمم المتحدة، بالإضافة إلى نزع أسلحة الدمار الشامل منها ومن منطقة الشرق الأوسط إن وجدت.
وتوقعت المصادر أن تكون الدعوة الليبية أيضا بهدف استطلاع رأى هذه النخب في الأوضاع المتعلقة بعملية لسلام في منطقة الشرق الأوسط والاستماع إلى رؤيتها لكيفية التعامل مع إسرائيل في المرحلة المقبلة في ظل استمرار تجاهلها لمبادرة السلام التي أقرتها القمة العربية التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت عام 2002.
ولفتت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مؤخرا إلى أن القانون الإسرائيلي يمنع المواطنين من السفر إلى «دول معادية» من دون الحصول على تصريح خاص من وزارة الداخلية، مشيرة إلى إمكانية تعرض أي شخص يتجاهل هذه المتطلبات للمساءلة القضائية.
من جهة أخرى، التقى أمس العقيد القذافي وفد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي جاء وفقا لما أعلنته وكالة الأنباء الليبية الرسمية ليعبر له عن اعتزاز الأدباء والكتاب العرب برئاسة القذافي للقمة العربية باعتباره مفكرا وأديبا ينتسب إلى أسرتهم الإبداعية. وأبلغ الوفد، الزعيم الليبي بأن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، يعتزم عقد ملتقى للأدباء العرب والأفارقة قبيل انعقاد القمة العربية الثانية التي ستحتضنها ليبيا، مشيرا إلى أن الاتحاد يعتزم عقد اجتماع موسع للأدباء والكتاب العرب، في شهر مايو ( أيار) القادم بالقاهرة لوضع ورقة عمل حول مقترح انعقاد قمة ثقافية عربية. وضم الوفد كلا من محمد سلماوي، أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء العرب، ورؤساء اتحادات الكتّاب في الكويت والسودان وتونس والجزائر والبحرين والمغرب وموريتانيا وفلسطين وسلطنة عمان والأردن.
من جهة أخرى، قال أكبر مسؤول عن الصحافة الرسمية في ليبيا إنه يعتزم التخلي طواعية عن منصبه في سابقة هي الأولى من نوعها في ليبيا، مكتفيا بعمله الحكومي.
\وأبلغ محمد بعيو، الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية «الشرق الأوسط» أنه يريد التقاعد من منصبه الحكومي، مكتفيا بمنصبه الحالي كناطق باسم الحكومة الليبية التي يترأسها الدكتور البغدادي المحمودي. ونفى بعيو لـ«الشرق الأوسط» هاتفيا من العاصمة الليبية طرابلس أن يكون تخليه عن منصبه الصحافي يرجع إلى وجود خلافات بين الحرسين القديم والجديد في ليبيا، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في ليبيا، لا توجد مثل هذه التصنيفات التي صنعها الإعلام». وأضاف: «في الجماهيرية، لا توجد لدينا وظائف بالشكل البيروقراطي، نحن نكلف بمهام نؤديها، نحن جنود للقائد معمر القذافي في أي مكان».
وأشاد بعيو بالمجهودات التي يبذلها المهندس سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، في إعادة ترتيب البيت الليبي من الداخل، وقال «الآن، ليبيا تخلصت من كل أزماتها الخارجية، نشهد مرحلة انفتاح سياسي واقتصادي مهمة، والجميع يتطلع إلى ما هو أفضل».
إلى ذلك، توقع مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن تقوم السلطات الليبية قريبا بالإفراج عن ماكس غودلي، رجل الأعمال السويسري المعتقل في سجن بضواحي طرابلس، والذي قضى حتى أمس نصف الفترة التي حكم بها عليه والمحددة بأربعة أشهر. وأوضح المسؤول الليبي، الذي طلب عدم تعريفه، أن إطلاق صالح الزحاف محامى ماكس وشقيقيه موريس وكريستيان غولدي مناشدة علنية إلى السلطات الليبية للإفراج عن شقيقهما، قد تفتح الباب أمام إخلاء سبيله في الفترة المقبلة.

0 مشاركات:

إرسال تعليق